الحرب والسلام في أوكرانيا

الحرب والسلام في أوكرانيا

الحرب والسلام في أوكرانيا

ميكولا جيدجورا، القائم بأعمال أوكرانيا في الكويت

ميكولا دجيدجورا

القائم بأعمال سفارة أوكرانيا في دولة الكويت

ترجمة مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية عن موقع “الكويت تايمز

6\3\2025

تتوق أوكرانيا، أكثر من أي دولة أخرى، إلى انتهاء الحرب وحلول السلام. ومع ذلك، لتحقيق سلام عادل ودائم، من الضروري أن تُمنح أوكرانيا ضمانات بأن الحرب لن تشتعل مرة أخرى في غضون بضع سنوات. فمنذ عام 2014، عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك، شاركت أوكرانيا في أكثر من 200 جولة من المفاوضات مع روسيا وتوصلت إلى حوالي 20 اتفاقية لوقف إطلاق النار. وعلى الرغم من هذه الجهود، التي تهدف إلى تحقيق السلام، شنت روسيا في 24 فبراير 2022 غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا.

صدرت عدة قرارات عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2022، أيدتها أغلبية الدول بما في ذلك الكويت، مما يوضح بلا شك أن روسيا انتهكت ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بغزوها لأوكرانيا. إن حياد أوكرانيا، المنصوص عليه في قانونها الوطني منذ عام 2010، ووجود القاعدة العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم، لم يحمها من الغزو الروسي واسع النطاق. علاوة على ذلك، تخلت أوكرانيا عن أسلحتها النووية لصالح روسيا مقابل ضمانات لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. وقدمت هذه الضمانات من قبل روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، بموجب مذكرة بودابست الموقعة في 5 ديسمبر 1994. وعلى الرغم من كونها أحد الموقعين وأول المستفيدين من هذا الاتفاق، انتهكت روسيا الاتفاق باحتلالها للأراضي الأوكرانية الغنية بالموارد الطبيعية.

خيارات السلام أمام أوكرانيا بين الماضي والحاضر

نحن نعتبر الولايات المتحدة شريكًا أساسيًا، كان ولا يزال دعمها حاسمًا في نضالنا للدفاع عن شعب أوكرانيا. ومع ذلك، لتأمين سلام دائم، نحتاج إلى دعم ثابت من شركائنا، إلى جانب ضمانات أمنية قوية. هذه هي الرسالة الأساسية التي نقلها رئيس أوكرانيا خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن. نحن ممتنون للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والعديد من البلدان الأخرى التي وقفت إلى جانب أوكرانيا وساعدت الشعب الأوكراني، سواء في الدفاع عن حقوقنا أو في تقديم الدعم الإنساني.

أود أيضًا أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن امتناننا لدولة الكويت الصديقة للدعم الذي تلقيناه في الأمم المتحدة بعد الغزو الروسي واسع النطاق، بما في ذلك دعم الكويت لقرارات الأمم المتحدة الرئيسية في هذا الصدد، وموقفها المبدئي في الاعتراف بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتقديمها للمساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني.

تسعى أوكرانيا الآن إلى السلام، ولكن لكي يدوم السلام، يجب أن تظل دولة قوية مع ضمانات صلبة بأن مثل هذه الحرب لن تتكرر أبدًا، بدلاً من وقف مؤقت لإطلاق النار يسمح باستئناف الحرب. لقد علمنا التاريخ أن المعتدي يجب أن يُوقف. وكما اجتمع العالم المتحضر بأكمله في عام 1990 للدفاع عن سيادة الكويت وسلامة أراضيها من أجل السلام والنظام العالميين؛ فإنه يفعل الشيء نفسه من أجل أوكرانيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *