خبير أوكراني: مذكرة التفاهم بين واشنطن وكييف “استعراض نوايا”

مذكرة التفاهم بين واشنطن وكييف "استعراض نوايا"

خبير أوكراني: مذكرة التفاهم بين واشنطن وكييف “استعراض نوايا

عبد الهادي كامل – موقع “ارم نيوز” – الامارات العربية المتحدة

22\4\2025

أكد أيغور سيميفولوس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في أوكرانيا، أن مذكرة التفاهم الموقعة بين كييف وواشنطن تفتقر للضمانات الأمنية، مشيراً إلى أنها أقرب لاستعراض نوايا سياسية أكثر من كونها اتفاقًا اقتصاديًا حقيقيًا، خاصة في ظل استمرار الحرب وتلويح واشنطن بعدم التزامها الكامل تجاه كييف.

وأضاف سيميفولوس، في حوار خاص لـ”إرم نيوز”، أن غياب البنود الأمنية لا يعكس بالضرورة تراجع ثقة واشنطن في كييف، بقدر ما يرتبط بتغيير نهج ترامب تجاه السياسة الدولية، حيث تسود قراراته عقلية استياء أمريكي متزايد من الالتزامات الدولية، دون تأثير فعلي على التوازن العسكري القائم بين أوكرانيا وروسيا حتى اللحظة.

ولفت إلى أن الحديث عن تهديد سيادة أوكرانيا؛ بسبب إنشاء صندوق استثماري مشترك لا يمكن حسمه قبل الاطلاع على الصيغة النهائية للاتفاق، مشددًا على أن السيادة تُحسم في الميدان قبل أن تترسخ على الورق.

ايغور سيميفولوس - مدير مركز دراسات الشرق الاوسط
ايغور سيميفولوس – مدير مركز دراسات الشرق الاوسط

وتاليًا نص الحوار:

في رأيك، ما الأهداف الحقيقية وراء توقيع مذكرة التفاهم بين واشنطن وكييف؟

في رأيي، الهدف الأساسي هو إبقاء كييف في دائرة التواصل مع واشنطن، خصوصًا في ظل سياسات الرئيس ترامب.

ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن هذه العملية ستُفضي في النهاية إلى اتفاق متوازن ومفيد للطرفين، وحتى الآن، ما نراه مجرد إعلان نوايا سياسية أكثر من كونه خطة اقتصادية واضحة، ودون وجود ضمانات أمنية – كما أشرت – لن يكون له مستقبل حقيقي.

إضافة إلى ذلك، لا أتوقع إبرام أي اتفاق فعلي قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، خاصة مع تصريحات واشنطن المتكررة التي توحي بإمكانية “غسل يديها من الحرب”.

ومن المحتمل أن يتم إعادة النظر في أي اتفاق مستقبلي، بالنظر إلى انتهاك الولايات المتحدة لالتزاماتها بموجب مذكرة بودابست، ومن وجهة نظري، لا أرى في هذه المذكرة أو حتى في الاتفاق المحتمل منتجًا نهائيًا.

في ظل وصول المفاوضات مع موسكو إلى طريق مسدود وتدهور الوضع العسكري في أوكرانيا.. هل تعتقد أن هذه الصفقة تمهد لاتفاق اقتصادي أوسع مع واشنطن، أم أنها مجرد محاولة لضمان نفوذ أمريكي في مرحلة ما بعد الحرب؟

من الصعب التكهن بما يفكر فيه ترامب تحديدًا، لكن يبدو لي أنه يسعى لعرض هذه الاتفاقية كدليل نجاح سياسي أمام ناخبيه، ضمن حملته الانتخابية القادمة، وهذه الاستراتيجية تكررت من قبل، حين وقع اتفاقًا ضعيفًا للغاية مع طالبان، وترامب دائمًا يركز على النتائج السريعة التي يمكن توظيفها انتخابيًا، دون النظر بجدية إلى الأبعاد بعيدة المدى.

وبالمناسبة، لا أتفق مع الرأي القائل أن الوضع العسكري تدهور، بل أرى أنه أصبح أكثر تعقيدًا، نتيجة لسياسات ترامب غير المتسقة، التي تزيد المشهد غموضًا.

عضو البرلمان الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك، أكد أن الاتفاق لا يتضمن أي بنود أمنية.. هل ترى في ذلك مؤشرًا على تراجع ثقة واشنطن في قدرة كييف؟

لا أعتقد أن غياب البنود الأمنية يعكس تراجع الثقة في كييف. من وجهة نظري، هذا الغياب مرتبط أكثر برؤية ترامب لدور الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وهي رؤية تقوم على فكرة «الاستياء الأمريكي» من التزاماتها الخارجية، وليس على تقييم عملي لقدرة الجيش الأوكراني.

ومن ناحية أمنية، الوضع على الأرض لم يتغير كثيرًا، الجيش الأوكراني لا يزال قادرًا على إيقاف الهجوم الروسي، وتمكن بالفعل من استنزاف قدرات القوات الروسية بشكل ملحوظ.

الاتفاق ينص على إنشاء صندوق استثماري مشترك تموله كييف من عائدات استغلال مواردها الباطنية.. هل ترى في ذلك تهديدًا لسيادة أوكرانيا الاقتصادية؟

أعتقد أنه من المبكر الحكم على هذه النقطة، لأن تفاصيل الاتفاق النهائي لم تعلن بعد، وهناك الكثير من التكهنات المتداولة، وأشك في أن الحكومة الأوكرانية ستوافق على أي اتفاق يفرض التزامات أحادية الجانب تصب في مصلحة الطرف الآخر فقط.

من وجهة نظرك، ما مستقبل سيادة أوكرانيا على مواردها الباطنية إذا طُبقت هذه الاتفاقية؟

السيادة لا تُضمن عبر الاتفاقيات، بل تُفرض وتحافظ عليها القوة العسكرية، والجيش الأوكراني هو الضامن الحقيقي لسيادة بلادنا، وليس أي نص قانوني مكتوب.

وأخيرًا، كيف تعتقد أن موسكو ستتعامل مع هذه الاتفاقية؟

لا أرى أي سيناريو يسمح لروسيا بالتأثير المباشر أو السيطرة على هذه العملية، سواء تم توقيع الاتفاق أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *