شذرة من تاريخ فرنسا “المتحضرة” في الجزائر

‏‎

الاف المدنيين الجزائرين الذين تم اعتقالهم وتصويرهم مع اسلحة دون ذخيرة في لحظات قبل إعدامهم رمياً من أعلى وادي “خراطة “

نشرت ‎فرنسا ذلك في الصحف مبررة قتلهم تحت عنوان:

فترة مرعبة عاشها أهل هذه المنطقة حيث لا يزال الذين نجوا من غدر وبطش الاستعمار الفرنسي إلى اليوم ينتفضون ألما كلما تذكروا تلك الأيام الجهنمية مثلما يسمونها.

‏بعد انهزام ‎#لمانيا النازية واثناء إعلان التحالف النصر و ‎فرنسا استقلالها خرجت ثورةً سلمية في المدينة الصغيرة الواقعة في ولاية سطيف للمطالبة بإستقلال الجزائر وتعبيرًا عن استياء الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي، الذي كان يمارس سياسة التمييز العنصري والقمع والإضطهاد.

حشود من الجزائريين خرجوا إلى الشوارع للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية واثناء إعلان فرنسا استقلالها ارادوا هم كذلك ان ينالوا استقلالهم وسرعان ما تحولت الاحتفالات إلى أعمال قمع وحشية همجية من الشرطة الفرنسية وعملائها لمدة ثلاثة أيام راح ضحيتها حوالي 10 الاف قتيل جزائري ونفي الآلاف منهم كذلك وذلك بعد نشر فرنسا في الصحف صور للجزائريين المدنيين مع اسلحة دون ذخيرة تبريراً لقتلهم بكل برودة.

‏”المتعة” السادية التي كانت تعتري جنود فرنسا وهم يسمعون صوت تحطم أجساد الجزائريين عندما ترتطم بالصخور و يرتفع دويها من أعماق “وادي خراطة “

تم رميهم وهم احياء برفقة أطفالهم بعد تقييد أرجلهم و أيديهم بأسلاك حديدية.

وكان العسكر الفرنسيون يتلذذون بهذه الأعمال البشعة ويلعبون برمي الجزائريين أحياء وكانوا في كل مرة يسالون قادتهم “هل نرمي” ليجيب هؤلاء بنفس الحقد الممزوج بالمتعة “نعم تخلصوا منه” و كأنهم يتحدثون عن “طرود مزعجة “.

كانت أحداث وادي خراطة نقطة تحول في تاريخ الجزائر، حيث مهدت الطريق للثورة الجزائرية التي اندلعت عام 1954 وتلاها لاحقاً طرد فرنسا ..

بقي أن نشير إلى أن ‏‎أحداث 8 مايو 1945 راح ضحيتها 45 ألف جزائري خلال أيام معدودات، وهي من أبشع المجازر في التاريخ.

ورغم ماقدمته الجزائر من تضحيات إلا أنها نالت إستقلالها بالقوة وأجبرت فرنسا على الاستسلام ومغادرة الأرض الجزائرية.

‎