كتب احمد جابر
جزيل الشكر لفريق فيلم “فرحة” وبالأخص المخرجة دارين ج سلام والمنتجتان ديمة عازر وآية جردانة. والممثلة الشابة كرم طاهر.
عرض فيلم “فرحة” تفصيلا دقيقا وحادا، من لحظة تفجر المأساة الفلسطينية، ودخول الفلسطينيين في عصر جديد تماما.
وبقدر ما يمثل الفيلم توثيقا دراميا ناجحا للحظة انهيار أحلام بنت صغيرة في قرية هامشية، فإن حلم البنت الضائع هو في الواقع معادل لانتزاع المجتمع الفلسطيني من سياق تطوره العادي وقذفه في بئر سحيق من الألم والتفجع.
كانت بداية الفيلم ناجحة جدا وربما تكون الدقائق الثلاث الأولى المبهجة التي افتتح بها، هي التجسيد الأكثر وثوقية للجنة المسلوبة، كما أن طعم ماء الجبن المالح الذي تشربه الفتاة :فرحة: في مخبئها السري إنما هو المرارة التي ستعلق طويلا جدا في حلق شعب كامل.
ميزة الفيلم الرئيسية، المرشح ليصبح عالميا، إنه لايخون الرواية الفلسطينية ويبقى مخلصا للتفاصيل المرعبة التي تناقلها الضحايا جيلا بعد جيل، لذلك فمهما بدت الوقائع صادمة لمشاهد غربي أو الأجنبي عموما وربما حتى عربي، فإنها تبقى لنا كفلسطينيين عادية تماما وجزء من القصة الشخصية لكل منا.