محادثات أميركية روسية في السعودية حول أوكرانيا

محادثات أميركية روسية في السعودية حول أوكرانيا

محادثات أميركية روسية في السعودية حول أوكرانيا

25\3\2025

في حوار على قناة الشرق، يوم 24\3\2025، تم النقاش حول المباحثات الروسية – الأمريكية في الرياض التي تهدف إلى التوصل توافق حول الحرب الروسية على أوكرانيا. وقد سبق هذه المباحثات محادثات أوكرانية أمريكية.

اذ تستضيف السعودية لليوم الثاني مباحثات بين فريقين أمريكي وروسي، بعد اجتماع مماثل مع امريكي مع الفريق الأوكراني. تركز هذه المباحثات على النقاط العالقة التي تعيق التوصل لوقف إطلاق النار والسلام، وتشمل مبادرة الحبوب، الأسطول الروسي في البحر الأسود، الجوانب التقنية المتعلقة بالأراضي، والمخاوف الروسية. يشير الكرملين إلى أن هناك جوانب عديدة تحتاج إلى حل في أوكرانيا، وأن مبادرة البحر الأسود مطروحة على جدول الأعمال، وأن المحادثات في السعودية تدور حول قضايا فنية.

أشار مراسل قناة الشرق إلى أن الفريق الأوكراني لا يزال في موقع الاجتماعات، وأن المباحثات تتم بشكل مكوكي من الجانب الأمريكي بين الوفدين الروسي والأوكراني. الهدف هو التوصل إلى صيغة تمهد لوقف دائم لإطلاق النار ومعالجة المخاوف.

واستعرض تقرير دور السعودية البارز في استضافة هذه المحادثات وجهودها في حل النزاعات. حيث انه منذ بداية الحرب، التزمت السعودية الحياد مع استعدادها للتدخل من أجل السلام، وأصبحت وجهة للقادة الباحثين عن حل لـ “الأزمة الأوكرانية”. استضافت السعودية محادثات جدة للسلام بمشاركة 40 دولة، واستقبلت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد شارك في النقاش:

من موسكو، الأستاذ رائد جابر، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط؛

من واشنطن، الأستاذة هبة القدسي، مديرة مكتب الشرق الأوسط؛

من كييف، د. سعيد سلّام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية.

بدأ الأستاذ رائد جابر حديثه بالإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية أثبتت قدرتها على استضافة ملفات دولية هامة للغاية، وأن استضافة هذه المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة على أراضيها تعكس دورها المحوري، وأن التقارب الروسي الأمريكي الذي يجري على الأرض السعودية أمر بالغ الأهمية بعد سنوات من انقطاع الاتصالات بين موسكو وواشنطن. وأشار إلى أن المملكة أصبحت وسيطاً مقبولاً من جميع الأطراف بفضل مبادراتها المتعددة، بدءاً من تبادل الأسرى والقضايا الإنسانية وصولاً إلى المبادرات السياسية المختلفة التي أسست لهذا الوضع.

وأكد أيضا أن المملكة العربية السعودية ليست مجرد منصة للحوار بل هي شريك أساسي في مناقشة القضايا المهمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن حول ملفات تخص منطقة الشرق الأوسط، مثل الأزمة في المنطقة والعلاقات مع إيران. وشدد على أن رأي المملكة في هذه الملفات مهم ولا يمكن تجاهله، ولا يمكن تجاهل تأثيرها فيها. وأن هذا الدور قد تطور على مدار السنوات الماضية، وأن المملكة تلعب دوراً مهماً وغير تقليدي.

فيما يتعلق بالتعتيم على هذه المحادثات، يرى الأستاذ رائد أن هذا مفهوم في سياق مناقشة قضايا تفصيلية وفنية. ويشير إلى أن الوفد الروسي، على سبيل المثال، يتألف من خبراء فنيين ولديه صلاحيات ومهام محددة وواضحة، كما أعلن الكرملين. لذلك، يعتبر التعتيم في مصلحة الأطراف لضمان التوصل إلى تفاهمات أولية قبل الإعلان عنها وتنفيذها بشكل علني.

بالنسبة لموضوع البحر الأسود، أكد على أهمية العودة إلى الاتفاقية، ويعتبرها إنجازاً يمكن تحقيقه بسهولة نسبياً مقارنة بالملفات الخلافية الأخرى المعقدة حول دور أوروبا والقوات العسكرية وتقاسم الأراضي وغيرها. ويشير إلى أن هذا الأمر يحسب للأطراف المختلفة، وخاصة للرئيس ترامب في هذه المرحلة. ويؤكد أن روسيا مستعدة للتوصل إلى توافق من هذا النوع، مشيراً إلى أن اتفاقيات سابقة في عام 2022 لم يتم الالتزام بها من قبل جميع الأطراف. ويقول إن موسكو تعلن الآن استعدادها لتنفيذ أي التزامات قد تضعها عليها أي اتفاقيات مستقبلية حول البحر الأسود.

وأوضح أن الحديث عن البحر الأسود لا يتعلق فقط بضمان إمدادات القمح والحبوب، بل يشمل أيضاً حرية حركة السفن، وهو أمر مهم لجميع الأطراف. ويعتقد أن طرح هذا الموضوع على الطاولة في الوقت الحالي مهم لأنه يمكن بالفعل التوصل إلى تقدم بشأنه.

فيما يتعلق بالملفات الروسية الأمريكية التي يتم نقاشها، أشار أنها متعددة ومتنوعة. تبدأ من العلاقات الثنائية التي كانت مقطوعة تماماً، حيث يجري الآن استئنافها والوصول إلى مناقشة مشروعات استراتيجية. ويشير إلى أن الرئيسين يتحدثان عن أفكار ومبادرات طرحت للتقارب والعمل المشترك في المستقبل في مشروعات هامة للغاية. ويذكر أنه وردت أنباء في موسكو عن أن الرئيس بوتين وعد في أحد الاتصالات الهاتفية مع ترامب بإمكانية مناقشة موضوع استخراج المعادن النادرة من منطقة دونباس في وقت لاحق، مما يمثل صفقة محتملة لترامب الذي يرى أن الصفقات مربحة للولايات المتحدة.

وأشار إلى أن العنصر الثاني يتعلق بمسائل الأمن الاستراتيجي، وهو أمر بالغ الأهمية. فخلال السنوات الماضية، تم التراجع أو قطع التعامل مع المعاهدات التي تراقب التسلح وتقليص السلاح الاستراتيجي والمتوسط في أوروبا، وهذه الاتفاقيات الدولية السابقة مجمدة حالياً، لذا فإن هناك مساراً مهماً في العلاقات الثنائية للعودة إلى مناقشة الأمن الاستراتيجي وقضايا التسلح بشكل عام، وهو أمر مهم للطرفين.

أما العنصر الثالث في العلاقات الثنائية فهو التعامل مع حلف شمال الأطلسي والأمن في أوروبا. والنقطة الرابعة تتعلق بالملفات الإقليمية الساخنة التي كان هناك تراجع في التنسيق الروسي الأمريكي بشأنها، بدءاً من إيران والشرق الأوسط، حيث يرى الطرفان أهمية خاصة لتعزيز العلاقات الثنائية وقنوات الاتصال والتوافق للتوصل إلى تسويات بشأنها.

فيما يتعلق بالطاقة، فإنها نقطة مهمة للطرفين، وقد تم الحديث عنها منذ المكالمة الأولى بين الرئيسين. ويشير إلى أن الابتعاد عن استهداف منشآت الطاقة هو أول إنجاز تم التوصل إلى توافق بشأنه في أوكرانيا، وهو أمر حيوي للإدارة الأمريكية وموسكو على حد سواء. ويرى أن واشنطن تريد إعادة ربط التواصل مع موسكو بشأن ملفات الطاقة، وهو أمر مهم بعد أن كان هناك تنسيق روسي مع أوبك بلس في السنوات الماضية لتحقيق توافقات لضمان مصالح المنتجين والمستهلكين واستقرار الأسعار. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تضغط باتجاه خفض الأسعار، وهو أمر غير مربح إلى حد بعيد لتكتل أوبك بلس، لذا فإن هذا الملف مطروح على الطاولة للنقاش بين الطرفين.

عن ماذا تحدث ترامب وبوتين عبر الهاتف لمدة ساعتين ونصف

اما الأستاذة هبة القدسي فقد قامت بالتركيز على جهود الولايات المتحدة للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وتحديداً في هذه المباحثات التي تستضيفها السعودية. وأشارت إلى أن الرئيس دونالد ترامب، منذ فترة طويلة حتى قبل توليه الرئاسة، يروج لفكرة قدرته على التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا وإنهاء الحرب التي تحمل مخاطر اتساع نطاقها إلى حرب عالمية ثالثة. وأوضحت أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة من هذه اللقاءات المنفصلة والمتكررة مع الجانبين الروسي والأوكراني هو الوصول إلى اتفاق أو مساحة وسط بين المطالب الروسية والمطالب الأوكرانية.

وشرحت أن الأسلوب الأمريكي أو الاستراتيجية والتكتيكات الحالية تتضمن الضغط على أوكرانيا إلى حد كبير للتنازل عن بعض المطالب التي قد تسمح بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا. وتستخدم الولايات المتحدة في هذا الضغط المساعدات العسكرية والتعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا. وتشير إلى أن الرئيس ترامب استخدم هذا الضغط بشكل واضح عندما هدد بقطع هذا التعاون مع أوكرانيا لفترة قصيرة.

من جهة أخرى، يستخدم الرئيس ترامب سياسة العصا والجزرة مع روسيا، حيث يبشر بإعادة الدفء للعلاقات الأمريكية الروسية، مع الإشارة إلى أن العقوبات الأمريكية لا تزال سارية منذ عهد بايدن. وبالتالي، يحاول الرئيس ترامب إغراء روسيا بتخفيف هذه العقوبات.

كذلك أوضحت أن هناك عقبات تتعلق بهذا الصراع ذي الاتجاهين أو المسارين، حيث يوجد حوار روسي أمريكي من جهة، وحوار أوكراني أوروبي من جهة أخرى. وتشير إلى أن العوائق التي تعيق التوصل إلى اتفاقات تشمل مطالب روسيا بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، على الرغم من تخفيف لهجتها بعض الشيء بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. أما القضايا التي لا تزال محل خلاف فهي تقسيم الأراضي، ضم بعض المناطق الأوكرانية إلى روسيا، وتأمين منطقة البحر الأسود والموانئ.

فيما يتعلق بالعلاقة بين ترامب وبوتين، فإن هناك عدة أسباب لهذا الميل الأمريكي لدى الرئيس ترامب لصالح الرئيس الروسي. أولاً، يرى ترامب نفسه رجل صفقات، ويعتقد أن أوراق اللعب وأوراق الضغط في يد روسيا أكثر بكثير مما لدى أوكرانيا. ثانياً، ينتقد ترامب الرئيس زيلينسكي بشدة ويصفه بأنه دكتاتور، خاصة في ظل الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الأوكراني. يرى ترامب أن استمرار استنزاف أوكرانيا للترسانة العسكرية الأمريكية لا طائل منه، وأن الأفضل هو تقسيم الأراضي والتوصل إلى حل وسط.

لذلك فإن الموقف الأمريكي يميل بشكل كبير لصالح ترجيح كفة روسيا والاستجابة لكثير من مطالبها. وتشير إلى أن ترامب يملك نوعاً من الضغوط على أوكرانيا وروسيا على حد سواء، ويبشر بعلاقات اقتصادية وتعاون محتمل، بما في ذلك تجديد معاهدة ستارت، وصفقات اقتصادية تتعلق بالغاز، وتعاون في إدارة محطات نووية، وحماية موانئ، وصفقات معادن وغيرها. وتختم بالقول إن هذا الاتجاه الأمريكي يرتكز على توازن المصالح والمخاطر الذي يحرك واشنطن في الوقت الحالي.

فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الأوروبية، فقد اشارت إلى أن مسألة أوكرانيا لم تكن السبب الرئيسي فقط في التوترات بين ترامب والاتحاد الأوروبي، بل هناك أيضاً موضوعات أخرى تتعلق بالتسلح والإنفاق الدفاعي. وأوضحت أن الولايات المتحدة كانت تقود التحالفات عبر الأطلسي لعقود، ولكن الآن هناك لهجة انعزالية من قبل الرئيس ترامب، حتى قبل توليه الرئاسة، حيث كان يضغط على دول الناتو لزيادة إنفاقها العسكري. وإلى أن هناك تحالفاً في لندن يوم الخميس الماضي للقلق من هذا الميل الأمريكي لصالح روسيا، وخوفاً من تقسيم الأراضي الذي سيؤدي إلى سيطرة روسيا على مناطق أوكرانية بشكل قانوني. وهناك اجتماع آخر في باريس يوم الخميس المقبل حول زيادة الدفاعات الأوروبية.

كذلك تطرقت إلى مسألة مراقبة وقف إطلاق النار في حال التوصل إليه، وأوضحت أن هناك أسئلة عالقة حول من سيراقب، وماذا سيحدث في حال حدوث انتهاكات، ومن يتحمل المسؤولية. واشارت إلى أن الرفض الروسي لوجود أي قوات أوروبية يزيد من الخلافات بين الجانبين.

وأشارت إلى أن الحلول المطروحة حالياً تتضمن أفكاراً أوكرانية مثل وجود حماية أمريكية للمنشآت النووية والطاقة، وبعض الأفكار المتعلقة بتخزين الغاز الأمريكي في أوكرانيا وتصديره إلى أوروبا. وتختم بالإشارة إلى تفاؤل أمريكي كبير بإمكانية التوصل إلى اتفاق، مع الإشارة إلى أن بعض التوقعات تشير إلى إمكانية الإعلان عن اتفاق في حوالي 20 أبريل، وهو تاريخ اختاره ترامب ليتوافق مع الأعياد الدينية. ومع ذلك، تشير إلى أن الالتزام بهذا التاريخ قد لا يكون قوياً في ظل خفض التوقعات الروسية بإمكانية التوصل إلى حلول في غضون 30 يوماً.

هل يمثل احتفاظ روسيا بالأراضي الأوكرانية “مفتاحاً” لإنهاء الحرب؟

فيما أوضح د. سعيد سلّام أن هذه المباحثات التي تجري في الرياض، والتي يشارك فيها ممثلون عن روسيا وأمريكا، تجري على حساب أوكرانيا بشكل أساسي. ويضيف أنها كذلك على حساب المصالح الأوروبية وعلى حساب مصالح العديد من الدول في العالم. وأن ما يحدث بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو في جوهره محاولة لتكريس تقاسم النفوذ في العالم. وهذا يشبه محاولة إحياء اتفاقية يالطا عام 1945، ولكن هذه المرة من خلال احياء اتفاقية ميونخ عام 1938، التي ترافقت مع الضغط على تشيكوسلوفاكيا للتنازل عن أراضيها لألمانيا النازية مقابل السلام في أوروبا، وهو ما أدى في النهاية إلى الحرب العالمية الثانية.

من هذا المنطلق، يعتقد الدكتور سعيد أن الاستراتيجيين في البيت الأبيض الأمريكي لا يعرفون التاريخ، أو أنهم يعرفونه ولكنهم لا يتعلمون منه. ويؤكد أن إعطاء المكافآت للأطراف المعتدية سيجعلها تطمع أكثر، ليس فقط هي، بل وأنظمة أخرى لديها أطماع في أراضي جيرانها أو غيرها من الاهداف العدوانية.

فيما يتعلق بالأهداف الأمريكية، يرى الدكتور سعيد أن أهداف الرئيس ترامب تختلف عن الأهداف الأمريكية العامة، ويشير إلى أن من بين هذه الأهداف إعادة احتلال قناة بنما، بالإضافة إلى السيطرة على جزيرة غرينلاند. ويرى أن هذا يتماشى مع رغبة ترامب في الاعتراف بالاحتلال الروسي لأجزاء من أوكرانيا واعتبارها جزءاً من روسيا، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة. يفسر ذلك بأن ترامب يرى أن هذا الأمر قد تم بالفعل، فلماذا لا يستطيع هو أيضاً تحقيق مكاسب مماثلة، مثل السيطرة على غرينلاند أو ربما جزر أخرى في المستقبل. ويذهب إلى حد التكهن بإمكانية تدخل أمريكي في المكسيك.

في رده على سؤال حول ملف الطاقة، أوضح الدكتور سعيد أن أوكرانيا ترغب في وقف إطلاق النار وأي تخفيف للتصعيد لأنه يمكن أن يكون خطوة نحو وقف شامل ومستدام للحرب والوصول إلى حل دائم لا يكون على حساب سيادة أوكرانيا وحدودها وأهدافها واستقلالها السياسي والاقتصادي. ويشدد على أن أوكرانيا لا تريد أن تكون تحت الهيمنة الروسية.

فيما يتعلق باجتماع يوم أمس مع الوفد الأمريكي، أشأر الدكتور سعيد إلى أنه كان وفداً تقنياً يهدف إلى طرح المواقع الاستراتيجية للبنية التحتية للطاقة والمدنية الحيوية التي يجب على الطرفين عدم استهدافها. وفي المقابل، يرى أن الوفد الروسي ليس وفداً تقنياً، ويتساءل عن كيفية التوصل إلى أي اتفاق أو خطوة جديدة لوقف إطلاق النار في ظل هذا الوضع.

أما فيما يتعلق باتفاق الحبوب، فيرى الدكتور سعيد أنه محاولة للتسويف والمماطلة وفرض شروط جديدة لإضافة ملفات جديدة إلى المباحثات والمفاوضات بهدف كسب المزيد من الوقت وتعميق التفاصيل. ويذكر أن هذه تكتيكات روسية معروفة في التفاوض. ويشير إلى أن روسيا هي من انسحبت من هذا الاتفاق قبل أكثر من عام، وأن الهدف الرئيسي كان السماح لأوكرانيا بتصدير المواد الغذائية والحبوب للعالم، وخاصة إلى منطقة الشرق الأوسط. ويذكر أن روسيا كانت تعيق عمليات التفتيش مما يؤخر خروج السفن. ويرى الدكتور سعيد أن روسيا بهذه الطريقة تريد العودة إلى نفس الأسلوب لمنع أوكرانيا من تصدير منتجاتها الزراعية. ويذكر أن أوكرانيا تمكنت من إخراج أسطول البحر الأسود الروسي من البحر الأسود بشكل كامل، وبنت طرقاً بحرية جديدة عبر المياه الإقليمية لدول أخرى، مما يجعل من الصعب على روسيا استهداف هذه البواخر. ويختم بالقول إنه في ظل هذه المعطيات، فإن العودة إلى اتفاق الحبوب أمر مفروغ منه، ولا يوجد سبب لنقاشه.

أما فيما يتعلق بحرية الملاحة، فيرى الدكتور سعيد أن روسيا تقوم بتصدير منتجاتها عبر البحر الأسود ولم تتعرض لها القوات الأوكرانية على الإطلاق، بل على العكس، فإن أوكرانيا تهتم بتأمين الملاحة للاستفادة منها مادياً واقتصادياً وللمساهمة في الأمن الغذائي الدولي. ويشير إلى أن النظام الروسي قد يكون يهدف فقط إلى التسويف، أو ربما يسعى للسيطرة على ميناء أوديسا، مما يعني احتلالاً بطريقة أخرى ولكن بضغط من الولايات المتحدة. وختم الدكتور سعيد بالقول إن أوكرانيا لن تستسلم لروسيا بشروط أمريكية، ولو كانت ترغب في ذلك لفعلت منذ بداية الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *