مقارنة بين قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأوكراني
حسب معهد دراسات الحرب
ترجمة: موقع أوكرانيا اليوم
15/4/2024
قارن محللو معهد دراسة الحرب (ISW) قدرات الدفاع الجوي والقدرة على صد هجمات العدو من قبل إسرائيل وأوكرانيا، مشيرين إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني استنفد بسبب التأخير في المساعدات العسكرية الأمريكية. ويسلط نجاح إسرائيل في الدفاع ضد الهجمات الإيرانية الضخمة، باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار من الأراضي الإيرانية في 13 أبريل، الضوء على الضعف الذي يخلقه الموقع الجغرافي لأوكرانيا وما تلا ذلك من استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية للجهود الأوكرانية للدفاع ضد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الروسية المنتظمة. وللتذكير أطلقت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإسلامي حوالي 170 طائرة بدون طيار من طراز “شاهد-136/131″، و 30 صاروخ كروز و 120 صاروخاً باليستياً على أهداف في إسرائيل في حزمة ضربات مماثلة للضربات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.
ويشير تقرير ISW إلى أن القوات الروسية جربت ضربات صاروخية كروز وباليستية، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار من مختلف الأحجام والمجموعات، وتقوم الآن بانتظام بضربات مشتركة كبيرة ضد أهداف في أوكرانيا. وكانت حزمة الضربات المشتركة واسعة النطاق المماثلة التي شنتها إيران أقل نجاحا بكثير من الضربات الروسية الأخيرة في أوكرانيا، حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تقريبا جميع الأهداف الجوية البالغ عددها 320 هدفا باستثناء عدد قليل من الصواريخ الباليستية. واضطرت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية إلى عبور أكثر من 1000 كيلومتر (في الحقيقة فان اقرب نقطة بين الحدود الايرانية و إسرائيل تبعد 1780 كم – المحرر) عبر المجال الجوي العراقي والسوري والأردني قبل الوصول إلى إسرائيل، مما أتاح لإسرائيل وحلفائها عدة ساعات لاكتشاف وتتبع واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار عند اقترابها من إسرائيل. لكن القوات الروسية تطلق طائرات بدون طيار وصواريخ من أراضي أوكرانيا المحتلة وعلى مقربة منها من الأراضي الروسية، الأمر الذي أعطى الدفاع الجوي الأوكراني جزءًا صغيرًا فقط من الوقت الذي استخدمته إسرائيل وحلفاؤها لصد هجوم إيراني ضخم بالصواريخ والطائرات بدون طيار بنجاح. .
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي قوي مسؤول عن الرد على الهجمات المحتملة عبر حدودها الأقصر مع جيرانها، قطاع غزة والضفة الغربية، في حين تضطر أوكرانيا إلى إضعاف قدراتها الدفاعية الجوية بشكل متزايد للدفاع ضد الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات بدون طيار عبر الحدود. كما أن خط الجبهة أوسع بكثير في أوكرانيا، وكذلك عبر الحدود مع بيلاروسيا وروسيا. كما أن أوكرانيا لا تملك حالياً القدرة على تنفيذ عمليات اعتراض جو-جو، كما فعلت إسرائيل وحلفاؤها ليلة 13 أبريل/نيسان. إن المساحة الكبيرة لأوكرانيا مقارنة بإسرائيل يجعل من الصعب على أوكرانيا بناء كثافة الدفاع الجوي التي تمتلكها إسرائيل، خاصة على خلفية التأخير المستمر في تقديم المساعدة الأمنية من الولايات المتحدة. وكان استنفاد الدفاعات الجوية التي قدمتها الولايات المتحدة نتيجة للتأخير في المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، جنباً إلى جنب مع تحسن تكتيكات الضربات الروسية، سبباً في زيادة فعالية حملة الضربات الروسية في أوكرانيا.
ومن دون مساعدة أمنية كبيرة ومنتظمة لأوكرانيا، فإن الضربات الروسية تهدد بالحد من قدرة أوكرانيا على المدى الطويل على شن الأعمال القتالية وخلق الظروف العملياتية لروسيا لتحقيق مزايا كبيرة في ساحة المعركة. حيث تحتاج أوكرانيا إلى عدد كبير من أنظمة الدفاع الجوي الغربية والطائرات المقاتلة القادرة على اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ لإنشاء مظلة دفاع جوي موحدة ستكون على الأقل فعالة مثل تلك التي نشرتها إسرائيل وحلفاؤها بنجاح في 13 أبريل، بالاتجاه المقابل تُظهر حملة الضربات الروسية ضد أوكرانيا أنه حتى عدد محدود من الضربات الصاروخية الباليستية أو صواريخ كروز الناجحة يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة وربما طويلة الأمد للطاقة والبنية التحتية الأخرى، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى نظام دفاع جوي فعال ومزود بموارد جيدة قادر على الحفاظ على مستوى عال من الاعتراض.