الأسبوع 63 للحرب الروسية على أوكرانيا – الحصاد السياسي

الأسبوع 63 للحرب الروسية على أوكرانيا

الحصاد السياسي

اعداد مشترك بين مركز دراسات الشرق الأوسط – كييف

ومركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية – كييف

6/5/2023

  1. الوضع في شبه جزيرة القرم

أفاد حاكم سيفاستوبول، ميخايلو رازفوجايف، في ليلة 29 أبريل / نيسان أن خزان وقود اشتعلت فيه النيران في خليج كوزاتشي، في مدينة سيفاستوبول، وكان سبب الحريق، بحسب قوله، ضربة بطائرة بدون طيار. تشير هيئة الأركان العامة الأوكرانية إلى أن هذه القاعدة النفطية تزود بالوقود سفن أسطول البحر الأسود التابع للاتحاد الروسي، الذي يشن هجمات بواسطة صواريخ “كاليبر” المجنحة نحو الأراضي الأوكرانية، مستهدفا المدنيين والمواقع والبنية التحتية المدنية. في الوقت نفسه، وبحسب المعلومات المتوفرة، لم تقع إصابات نتيجة الحريق في مستودع النفط. نتيجة الاستهداف تم تدمير 10 صهاريج نفط بسعة إجمالية قرابة 40 ألف طن. بناء على هذا اصبح من الممكن إدراك عجز الدفاع الجوي الروسي عن ضمان أمن منشآته الاستراتيجية.

وفي مساء 2 مايو 2023، ظهرت معلومات عن وقوع انفجار في قاعدة التدريب السابقة لحرس الحدود بالقرب من مطار سيمفيروبول. نتيجة لذلك، نقل الروس غالبية السفن الحربية من ميناء سيفاستوبول إلى أراضي الاتحاد الروسي، وخاصة إلى ميناء نوفوروسيسك، لتجنب تدميرها في شبه جزيرة القرم المحتلة، كما أوضح نائب رئيس المديرية الرئيسية للاستخبارات ، اللواء فاديم سكيبيتسكي.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ 30 أكتوبر 2022، وفقًا للقوات البحرية للقوات المسلحة الأوكرانية، تعمل روسيا على تعزيز الدفاع الجوي لشبه جزيرة القرم المحتلة. نتيجة للاستهدافات الأوكرانية المتكررة في سيفاستوبول، بدأ الجنود الروس في كتابة “طلبات إجازة” خارج حدود شبه جزيرة القرم المحتلة.

بالإضافة إلى ذلك، حسبما قالت النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني أمينة جاباروفا: “شبه جزيرة القرم هي إقليم أوكراني قانونيا، وإذا لزم الأمر، يمكن لأوكرانيا تحرير شبه جزيرة القرم بالطريقة التي تراها ضرورية في وقت اتخاذ قرارات معينة. ومع ذلك، فإن أوكرانيا تدرس الطرق العسكرية والدبلوماسية على حد سواء لإنهاء احتلال شبه جزيرة القرم، كما أنها لا تستبعد خيارًا مختلطًا.

 

  1. لماذا تعتبر المفاوضات مع روسيا في هذه المرحلة غير مقبولة بالنسبة لأوكرانيا؟

في “صيغة السلام” التي طرحها الرئيس الأوكراني، تم وضع الشروط والإجراءات التي يجب أن تسبق المفاوضات مع روسيا بوضوح تام في 10 نقاط. إحدى النقاط هي انسحاب القوات الروسية من كامل أراضي أوكرانيا. كما توجد نقاط حول ضرورة حرمان روسيا من أدوات العدوان في مجالات أخرى، سواء كان ذلك تهديد الأمن الغذائي بشكل عام، أو كان ذلك عبر ابتزاز العالم كله بالأسلحة النووية أو الاستيلاء على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، أو بالانتهاك المطلق لجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، أو الكارثة البيئية التي تسببت فيها روسيا، إلخ. هذه الإجراءات هي شرط مسبق ضروري لإجراء أي مفاوضات محتملة، بمشاركة جميع شركاء أوكرانيا. هذا هو السبب في أن الرئيس الأوكراني يقول إنه من الضروري عقد قمة عالمية وفقًا لـ “صيغة السلام”، حيث يجب مناقشة ترتيب الإجراءات التي يتعين على الحلفاء والشركاء اتخاذها بوضوح، بحيث بناءً على نتائج هذه الإجراءات لحرمان روسيا من أدوات العدوان، الجلوس على طاولة المفاوضات مع أوكرانيا وضمان عدم قدرة روسيا مرة أخرى على إملاء شروطها في أي مفاوضات.

قال ميخايلو بودولاك، مستشار مدير مكتب الرئيس، إنه لا توجد طريقة للاتفاق مع روسيا على إنهاء الحرب، وبالتالي يجب على أوكرانيا الانتصار في هذه الحرب. كما استبعد مفاوضات السلام مع موسكو، إذا لم تغادر قواتها الأراضي الأوكرانية، وفي الحالة المعاكسة، فإن الخيارات الأخرى فقط تمنح الاتحاد الروسي الوقت لإعادة تجميع القوات واستئناف الأعمال العدائية في أي لحظة.

وأكد ميخايلو بودولياك أنه في حالة إجراء مثل هذه المفاوضات، بعد انسحاب القوات الروسية من أراضي أوكرانيا، ستعفى روسيا من المسؤولية والحاجة إلى التغييرات الداخلية. وحدد ثلاثة عناصر في عملية التفاوض تريد روسيا تثبيتها اليوم:

  • رفع المسؤولية عن الجرائم الجماعية ووضع الاتحاد الروسي كطرف مهزوم.
  • موضوع “الخط الفاصل” حتى تتمكن من ترميم و تطوير جيشها والتحول نحو مراحل لتعويض و تشكيل مشاعر الانتقام بداخل المجتمع الروسي.
  • الحصول على هدنة عملياتية – تكتيكية.

تبقى شروط أوكرانيا عادلة ومتضمنة في مبادئ القانون الدولي، وبدون الانسحاب الطوعي لجميع القوات الروسية من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، فإن أي مفاوضات مستحيلة.

 

  1. المحكمة الدولية لبوتين، توسع الدول الداعمة

أوكرانيا تعمل بنشاط لجلب القيادة السياسية والعسكرية الروسية إلى محكمة دولية. ستكون المحكمة الدولية الخاصة قادرة على تحميل الإدارة العليا لروسيا، بما في ذلك رئيس الدولة، فلاديمير بوتين، المسؤولية عن أخطر جريمة – جريمة العدوان. في مارس 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضة حقوق الطفل الروسية ماريا لفوفا بيلوفا بسبب ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا. وقد أعلنت سلطات بعض الدول بالفعل عن استعدادها لتنفيذ أمر الاعتقال. حذرت جنوب إفريقيا روسيا بشكل غير رسمي من أنها ستضطر إلى اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموجب مذكرة التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية.

يعتقد الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع أن الاحتمال الأكثر واقعية لتقديم قيادة روسيا وآخرين، مذنبين بارتكاب جرائم حرب ضد أوكرانيا، للعدالة سيكون محكمة مختلطة.

والبلدان الرئيسية التي أيدت فكرة المحكمة منذ البداية هي بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا ودول البلطيق. كما تعمل بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وفرنسا بنشاط، في الصفوف الامامية، على الدعوة إلى إنشاء المحكمة، وقد تم انضمامهم في المجموعة الأساسية لتنظيمها.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر رئيس وزراء كرواتيا أن البلاد قد انضمت إلى اتفاقية روما، فضلاً عن التعاون المنصوص عليه قانونًا مع محكمة الجنايات الدولية. إذا دخل بوتين كرواتيا، فسيتم اعتقاله. كما وافقت كوستاريكا على الانضمام إلى مجموعة الدول التي تتطلع إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاسبة الروس على الجرائم المرتكبة ضد الأوكرانيين. وفقًا لوزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، بلغ إجمالي عدد الدول التي انضمت الى مبادرة انشاء محكمة دولية لروسيا 34 دولة.

تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته لهولندا في 4 مايو، في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وأشار إلى أهمية تحميل المسؤولية على الحرب ضد أوكرانيا والجرائم التي تم ارتكابها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأكد في خطابه أن العالم متحد حول مساعدة أوكرانيا. وبحسبه فإن الأمر يتعلق بأكثر من مصير بلد واحد، أكثر من مواجهة معتد واحد.

وقال زيلينسكي إن السلام الدائم بعد النصر لا يمكن تحقيقه إلا بفضل قيم مثل الحرية وسيادة القانون والحاجة إلى ضمان العدالة الكاملة. لا يمكن السماح بالحصانة الهجينة والسلام الهجين المرتبط بوقف الأعمال العدائية على الجبهة.

 

  1. الزيارات الدولية لأوكرانيا

في 28 أبريل، قام رئيس جمهورية التشيك بيتر بافيل ورئيس سلوفاكيا زوزانا شابوتوفا بزيارة كييف. بالنسبة لبيتر بافل، كانت هذه أول زيارة لأوكرانيا كرئيس. خلال الزيارة، توجه قادة البلدين إلى مناطق أخرى في أوكرانيا، وعلى وجه الخصوص، زار الرئيس التشيكي بيتر بافيل مدينة دنيبرو، مشيرًا إلى أن جمهورية التشيك تأخذ فكرة رعاية منطقة دنيبروبتروفسك على محمل الجد وتخطط للتركيز بشكل أساسي على الدعم الإنساني – للنازحين داخل أوكرانيا، ومرافق الرعاية الصحية، والنقل، وقطاع الطاقة، والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، أعلن بافيل أن جمهورية التشيك ستفتح قنصلية في دنيبرو لتعزيز إمكانية المساعدة في إعادة إعمار هذه المنطقة. ومن المعروف أنه نتيجة للزيارات، أعدت أوكرانيا والجمهورية التشيكية ستة مشاريع للإنتاج المشترك للأسلحة والذخيرة، وطائرات التدريب، وإصلاح الدبابات مع إمكانية التنفيذ الكامل لأعمال الإنتاج على الأراضي الأوكرانية.

بالإضافة إلى ما سبق، عقد الرئيس فولوديمير زيلينسكي اجتماعات مهمة مع قادة فنلندا والنرويج والدنمارك والسويد وأيسلندا في قمة “شمال أوروبا – أوكرانيا” القوية والهادفة في هلسنكي. وفقًا للنتائج، تم وضع إعلان مشترك أساسي ودعم انضمام أوكرانيا إلى الناتو والاتحاد الأوروبي. ويتحدث الإعلان عن الدعم الدفاعي لأوكرانيا، وعودة الاسرى وزيادة ضغط العقوبات على روسيا، وهناك دعوة للروس لسحب قواتهم من أوكرانيا. يجب ملاحظة أن هذه إشارة إلى إنشاء تنسيق قوي، عملت أوكرانيا عليه لفترة طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *