بعد تحذيراته الأخيرة.. هل يمتلك ترامب رؤية واضحة لإنهاء حرب أوكرانيا؟

هل يمتلك ترامب رؤية واضحة لإنهاء حرب أوكرانيا؟

بعد تحذيراته الأخيرة.. هل يمتلك ترامب رؤية واضحة لإنهاء حرب أوكرانيا؟

عبد الهادي كامل

تعليق مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية حول رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانهاء الحرب الروسية على أوكرانيا لموقع “ارم نيوز” – الامارات

25\1\2025

أثيرت في الآونة الأخيرة تساؤلات حول امتلاك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤية واضحة بشأن إنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وتباينت آراء الخبراء بهذا الصدد.

وكان ترامب، قد في تصريحات له، مؤخرًا، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أن واشنطن مستعدة لمعاقبة موسكو بسلسلة من القيود التجارية الجديدة، حال فشلت موسكو في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا قريبًا.

وأثارت هذه التحذيرات غضب روسيا، وعلى إثرها، عدّل الرئيس الأمريكي نبرة صوته تجاه موسكو من خلال منشور له عبر منصة “تروث سوشيال”، قال فيه: “لا أتطلع لإيذاء روسيا.. أنا أحب الشعب الروسي، وكانت علاقتي بالرئيس بوتين جيدة دائمًا”.

وأكد ترامب أن بلاده ساعدت روسيا في الفوز بالحرب العالمية الثانية، “وخسرنا ما يقرب من 60 مليون شخص في هذه الحرب، لذا حال عدم قيامه بإبرام صفقة قريبًا، فلن يكون لدي خيار آخر سوى فرض مستويات عالية من الضرائب والتعريفات والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا إلى الولايات المتحدة، والعديد من البلدان المشاركة الأخرى”.

استراتيجية ترامب مع الدول 

وعن رؤية ترامب لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، يقول مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعيد سلّام، إن “ترامب لم يقدم حتى الآن أي خطة واضحة ومفصلة، لكنه أشار في تصريحاته الأخيرة إلى أنه يخطط لعقد اجتماع مع الرئيس الروسي للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وهدد بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ومع ذلك، لم يحدد ترامب كيف سيحقق ذلك بالضبط، ومن غير الواضح أيضًا إذا كانت هذه الخطط ستنجح أم لا”.

وأكد سلّام، لـ”إرم نيوز”، أن “ترامب أبدى في مرات عديدة مواقف متباينة حول الحرب الروسية على أوكرانيا، ففي بداية الحرب، كان يركز على انتقاد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، متهمًا إياها بأنها تزيد من التوترات وتضع الولايات المتحدة في مواقف غير مريحة”.

وبحسب سلّام، “أشار ترامب، بحسب سلام، إلى أنه كان يمكن أن يتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشكل سريع، بل ربما يتوصل إلى اتفاق رائع بعد انتخابه رئيسًا لولاية ثانية”.

ويضيف سلّام أنه “عند الحديث عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورؤيته المحتملة لإنهاء هذه الحرب، يجب فهم الاستراتيجية التي يتبعها في العلاقات مع الدول الأخرى وهي: التهديد، العقوبات، المفاوضات، ومن المهم الأخذ في الاعتبار عدة عوامل، هي: السياق السياسي الداخلي والخارجي، والاستراتيجيات العسكرية والاقتصادية، وكذلك العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا”.

وأوضح أن “بعض الملامح التي يمكن استنتاجها من خلال تصريحات ترامب وفريقه، في ظل التشكيك بجدوى دعم أوكرانيا بشكل مكثف، تتمثل في أن الرئيس الأمريكي قد يسعى إلى إيجاد حلول ترتكز على “ضمانات أمنية” لأوكرانيا، دون انضمامها إلى حلف الناتو، مع الحفاظ على مصالح أمريكا في المنطقة، والضغط على أوروبا”.

هل يستطيع ترامب الضغط لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 100 يوم؟

عقبات أمام ترامب

ويشير سلّام إلى أن “هناك الكثير من العقبات التي قد يواجهها ترامب في طريقه لفرض إيقاف الحرب، أهمها الضغط السياسي الداخلي، لأن أوكرانيا تحظى بدعم واسع داخل الكونغرس من كلا الحزبين في حربها الدفاعية ضد الحرب الروسية، وجزء كبير من الأمريكيين يعارض تقليل دعم أوكرانيا ويؤمن بأن الولايات المتحدة يجب أن تواصل مساعدة أوكرانيا ضد روسيا”.

ويؤكد أن “ترامب قد يواجه معارضة شديدة داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في حال تراجعه عن هذه السياسة، بالإضافة إلى مواجهته لتحديات إذا قرر تقليل دعم أوكرانيا، حيث سيتعين عليه مواجهة انتقادات من خبراء الأمن القومي الذين يرون أن دعم أوكرانيا هو جزء من استقرار النظام العالمي القائم على القواعد، وكذلك رفض بعض حلفاء أمريكا في الناتو لسياسات ترامب قد يزيد من تعقيد محاولاته لفتح قنوات تواصل مع بوتين، مما سيزيد أيضًا التوترات بين أعضاء حلف الناتو بسبب اختلاف أولوياتهم في الحرب”.

ويرى سلّام أنه “في حال تجميد الحرب حاليًا فإن الجيل الجديد من السياسيين الأوكرانيين والشعب الأوكراني سوف يعملون على استعادة هذه الأراضي بعد 10- 15 سنة بقوة السلاح، مما يعني اندلاع الحرب مرة أخرى”.

خبراء: أوكرانيا تعزز قدراتها العسكرية تحسباً لتغير الموقف الأمريكي

ترامب يتفهم موقف بوتين

من جانبه، يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، الدكتور توفيق حميد، إن “ترامب لديه رؤية واضحة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا وهو واثق فيما يقوله، ويعلم أن الدعم الغربي والأمريكي المستمر لأوكرانيا هو سبب استمرار الصراع والتصعيد مع روسيا، كما أنه دعم لم يحقق انتصارا على روسيا”.

ويضيف حميد، لـ”إرم نيوز”، أنه “إذا أوقف ترامب الدعم عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن الأخير سيوقف القتال مع روسيا ويستسلم، وهذا الأمر في يد ترامب، ويمكن أن يقرره في لحظة”.

ويؤكد حميد أن “ترامب يتفهم موقف بوتين بأنه لا يريد دولة نووية على حدوده بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو؛ لأن ذلك يشكل خطرًا على الأمن القومي الروسي”.

ويشير إلى أن “ترامب من منطلق كونه رجل صفقات، فسوف يعقد صفقة مع بوتين لإنهاء الحرب من خلال عرض سوف يقدمه لبوتين بتنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، وكذلك عرض ضمانات أمنية لأوروبا وأوكرانيا باعتبار أوروبا حليفًا لأمريكا، ولن يفقدها ترامب، لافتًا إلى أن ترامب يرى أن وقف الحرب سوف يُقلّل نفقات أمريكا ويحسّن الاقتصاد الأمريكي”.

وخلُص حميد إلى أن “ترامب وفريقه يعملان حاليًا على ترتيب صفقة ما، وسوف يتم الإعلان عنها عقب لقاء مرتقب بين بوتين وترامب”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *