بوتين تحت رحمة الغرب

د. سعيد سلّام

23/6/2022

خلال زيارته إلى كييف في أبريل من هذا العام، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن دولته وأعضاء آخرين في الناتو يريدون “إضعاف روسيا لدرجة أنها لن تستطيع أن تفعل ما فعلته أثناء غزو أوكرانيا.

اليوم، تكتيكات حلفاء أوكرانيا في التحالف المناهض لبوتين، التي عبر عنها أوستن، واضحة بالفعل – إنهاك روسيا، وحرمانها من جيشها وأسلحتها، من أجل رميها على هامش التنمية العالمية لسنوات عديدة، حتى لا يفكر أي رئيس هناك في العدوان على الجيران والدول الأخرى، بحيث يكون العالم ثنائي القطب: الولايات المتحدة والصين.

هناك بالفعل العديد من العقوبات التي جعلت روسيا بوتين بطلة العالم من حيث عددها. لقد تم استبعاد روسيا حرفياً من الاقتصاد العالمي، وكل يوم تؤثر القيود الدولية بشكل متزايد على الاقتصاد الروسي. من المحتمل أن تكون الدول الغربية قد وضعت رهانها الرئيسي على العقوبات.

تُمنح أوكرانيا فرصة الصمود حتى “ينكمش” نظام الرئيس الروسي، لذا يتم تزويد أوكرانيا بأسلحة كافية فقط حتى تتمكن من السيطرة على خط المواجهة الحالي، وليس لطرد الجيش الروسي. حيث انه بعد طرده بالكامل من الأراضي المحتلة، سيكون من الضروري التوقيع على معاهدة سلام، وبعد ذلك سيتعين رفع العديد من العقوبات المفروضة على روسيا، وهذا يعني أن روسيا ستتلقى موارد للاستعداد لحرب جديدة في أوروبا.

يتم التخطيط على أساس حقيقة أن بوتين قد “علق في السنارة” بالفعل ولن يكون قادرًا على التوقف، لأن هذا سيعني هزيمته. سيستمر في القتال حتى النهاية المريرة، ويجدد الأسلحة من الاحتياطي المخزن. أوكرانيا سوف تقوم بتدمير كل هذا على الجبهات، عمليا بدون احراز تقدم بسبب نقص الأسلحة والذخيرة اللازمة. وسيستمر هذا إلى أن يتم استنفاذ الموارد العسكرية الروسية تمامًا. بالطبع، يمكن للمجمع الدفاعي الروسي تنظيم إنتاج أسلحة من الطراز القديم، ولكن هنا يعاني بوتين أيضًا من مشكلة – فقد تم فعليا تفكيك الآلات والمعدات الخاصة لإنتاجها وتم إرسالها للإتلاف كخردة، وسيتعين عليه إعادة بنائها من جديد، الأمر الذي سيستغرق بعض الوقت. وليس هناك وقت اثناء العمليات النشطة على الجبهات. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إعادة إنتاج بعض الآلات بسبب العقوبات الدولية.

كذلك ستؤدي “العمليات الحربية المناطقية” إلى انخفاض الروح المعنوية للجيش الذي لا يفهم الغرض من الحرب، بغض النظر عن الكيفية التي يحاول بها المروجون الروس تبريرها.

مع إنهاك الجيش الروسي، سيبدأ الغرب في تعزيز الجيش الأوكراني بوسائل الهجوم: الدبابات والطائرات (كاملة مع أنظمة الدفاع الجوي) وأسلحة أخرى، مما يسمح للقوات المسلحة الأوكرانية بالتقدم إلى حدود بلادهم.

هذا هو الوقت الذي سيتم فيه التوقيع على معاهدة سلام، والتي، ربما، ستعمل على تهدئة روسيا لفترة طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *