فضائح المسرحية الروسية في حرق القرآن الكريم

فضائح المسرحية الروسية في حرق القرآن الكريم

اعداد مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية

24/3/2023

قبل أسبوع من بدء شهر رمضان الفضيل، تمّ نشر تسجيل فيديو على احدى قنوات التيليغرام الروسية ، يتضمن كلمات بذيئة خارج إطار الأدب و الأخلاق، يظهر أشخاص يرتدون الزي العسكري للقوات المُسلحة الأوكرانية، ويقومون بقطع دهن الخنزير على نسخة للمصحف (القرآن الكريم) مُترجمة إلى اللغة الروسية، وثم يقومون بإضرام النار بواسطة صفحات مُقطعة من نسخة من مصحف آخر تم أخذه من مجموعة أخرى كانت موضوعة في كيس اسود (وفقاً لما نُشر في الشريط)، استهزاءً و تهكماً من الديانة الإسلامية و المسلمين – كل ذلك هو إخراج مفبرك بُغية توجيه الاتهام على القوات المُسلحة الأوكرانية.

وَقد قام خُبراء مركز التواصل الإستراتيجي وامن المعلومات (التابع للجهات الرسمية الأوكرانية) بمُراجعة هذا التسجيل، وتمّت مُلاحظة أنّ الأشخاص يتكلمون (ينطقون) بلغة أوكرانية ركيكــة، وتُلمسُ لكنة روسية في كلامهم. كذلك الحديث باللغة الأوكرانية كانت متقطعا (بضع كلمات فقط) وليس جمل كاملة، ليتجنبوا نطق الكلمات الأوكرانية الصعبة، والتي ستفضحهم.

من ناحيته أشار مفتي مسلمي أوكرانيا السابق الشيخ سعيد اسماعيلوف، في تسجيل فيديو نشره لتوضيح الحقيقة، إلى أن القرآن الظاهر في الفيديوهات هو باللغة الروسية، وهو ما لا يستخدمه مسلمو أوكرانيا؛ حيث ان مسلمو أوكرانيا يقرأون القرآن بالعربية مع ترجمة معانيه للغة الأوكرانية.

وهناك امر هام أيضا. مصدر انتشار الفيديو في الساعة 12:00 يوم 16/03/2023 هو قناة تيليغرام “صدى داغستان” (Ekho_dagestana)، والتي بدورها قامت بتوزع الفيديو مع شعار حساب انستاغرام “هنا محج قلعة” (“tut_makhachkala”) وهي مدونة شخصية فيه 145 مشتركًا في ذاك اليوم، يعمل هذا الحساب بالتعاون مع قناة تيليغرام “صدى داغستان. في ذات الوقت تم حذف الفيديو، إما من الانستاغرام، أو لم يكن موجودًا على الإطلاق، حيث ان انستاغرام محظور في روسيا. وهكذا نجد ان لدينا عملية مدروسة لإخفاء والتستر على مصدر المعلومات المتعلقة بالفيديو.

ان الغرض من نشر هكذا تسجيل يتمثل في محاولة ماكينة الدعاية الروسية تشويه سمعة الجيش الأوكراني عبر تلفيق الأكاذيب، وهو دليل يضاف إلى المئات من الأدلة على محاولات روسيا وقيادتها تشويه صورة أوكرانيا وقواتها المسلحة وشعبها امام الرأي العام العربي والإسلامي، وترويج معلومات مضلله حول اضطهاد العرب والمسلمين في أوكرانيا، وغيرها من المعلومات المفبركة والتي يتم التلاعب بها. واختارت روسيا نشر هذا الفيديو المفبرك قبل بداية شهر رمضان الكريم بأسبوع لضمان أكبر انتشار له بين المسلمين والتأثير عليهم. ويأتي ذلك ضمن سلسلة محاولات روسيا اليائسة لكسب تعاطف مواطني العالم العربي والإسلامي عبر وسائل عدة.

روسيا لها تاريخ طويل في التلفيق والكذب والتزوير؛ سواء تزوير الحقائق أو التاريخ أو التصريحات، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الروس بمحاولة استفزاز العالم الإسلامي، حيث قام مؤخراً متطرف يميني دانماركي، معروف بارتباطاته مع السلطات الروسية، بإخراج مشهد أمام السفارة التركية بالسويد، عندما قام بحرق المصحف الكريم من أجل إعاقة انضمام السويد إلى حلف الشمال الأطلسي.

تنبيه أوكراني

بعد انتشار الفيديو كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على حسابه في تويتر:

تنبيه فيديو مزيف!  صورت روسيا مقطعًا مع مجهولين يزعمون أنهم جنود أوكرانيون يقطعون لحم الخنزير على القرآن ويحرقون صفحاته. يتحدثون الأوكرانية المكسورة ويستخدمون سكين الجيش الروسي. يجب إدانة روسيا لإهانة الإسلام في محاولة لتشويه سمعة أوكرانيا.

بينما أصدرت القوات المسلحة الاوكرانية بيانا، حصلنا على نسخة منه عبر قناتها على التليغرام، قالت فيه:

“اليوم، نشرت قنوات التضليل الإعلامي الروسي مقطعي فيديو على الإنترنت، فيه “ممثلون” يرتدون “زي” القوات المسلحة الاوكرانية ويسخرون من الكتاب المقدس لجميع المسلمين – القرآن.

الغرض منه هو محاولة مرة أخرى لتشويه سمعة القوات المسلحة (هذه المرة على أساس ديني)، لإثارة ضجة في البلدان التي يدين سكانها بالإسلام، ولتحفيز السكان الروس وجنودهم المسلمين على الذهاب إلى الحرب.

نحن، رسميًا، نؤكد مرة أخرى أن مثل هذه الأمور مستحيل حدوثها في القوات المسلحة من ناحية المبدأ، لأن في قواتنا أشخاص من قوميات وديانات مختلفة يدافعون عن أوكرانيا ويقاتلون المحتلين. كلهم أبطال لشعبنا، وحقوقهم ومواقفهم ومعتقداتهم مصونة بشكل إلزامي.

بالمناسبة، في الفيديو، “ظهر” سكين مظلي، تم شراء دفعة منها للوحدة الخاصة الروسية”AKHMAT“. هذا هو الموقف الحقيقي من الإسلام لدى “أبطال” تيك توك”.

 

اما رئيس الوزراء الشيشاني السابق والزعيم معارض أحمد زكاييف، فقد علق على الفيديو واتهم روسيا بتدبير ذلك.

ونشرت صحيفة “البرافدا الأوكرانية” تحت عنوان “يجب إدانة إهانة روسيا للإسلام”:

https://www.pravda.com.ua/news/2023/03/16/7393801/

“يجب إدانة إهانة روسيا للإسلام: ردت أوكرانيا على المحتلين المزيفين.. وزارة الخارجية تدين الفيديو الدعائي المفبرك للمحتلين، حيث يُزعم أن الجيش الأوكراني يحرق القرآن. تعتقد وزارة الخارجية أن روسيا تحاول مرة أخرى تشويه سمعة أوكرانيا.

المصدر: مفتي الإدارة الروحية لمسلمي أوكرانيا “الأمة” سعيد إسماعيلوف، الذي ترك منصبه في صيف عام 2022 وأصبح مسعفًا اثناء الحرب.

قال إسماعيلوف في فيديو تم نشره على صفحته على الفيسبوك :

“عشية شهر رمضان المبارك، أطلقت الدعاية الروسية تزييف آخر حول قيام مقاتلي القوات المسلحة الأوكرانية بقطع دهن الخنزير على القرآن وحرق القرآن بالنار. مخططين لإثارة غضب المسلمين في أوكرانيا من خلال تصرفات الجنود الأوكرانيين المزعومين. لكن كل شيء يتم بأسلوب روسي واضح، وهو ما يدور حوله هذا الفيديو.

الأوكرانيون، على عكس الروس، متحدون جميعًا، ويدعمون بعضهم البعض ويحترمون الاختيار الروحي لكل مدافع، وليس لدينا “كتب عن قربان” ولا توجد مثل هذه الكلمة أيضًا.

ويعتبر إسماعيلوف أن الفيديو هو قرار الدعاية الروسية. ووفقا له، فإن “متوحشي الكهوف” الروس عادة ما يهينون ولا يحترمون الناس من جنسيات وديانات أخرى، في حين أن أوكرانيا لديها مجتمع متحضر صحي. وأضاف أن هناك الكثير من الشتائم في الفيديو، مما يدل على أن الروس غير قادرين على “التقليل من شأن” الأوكرانيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الفيديو الذي تم تداوله روسي مزيف آخر.”

ان الجيش الأوكراني قوامه رجال شرفاء يدافعون عن أرضهم وشعبهم وأمتهم، وهمهم وحيد هو مواجهة قوات الغزو الروسي وطردهم من كل الأراضي الأوكرانية المحتلة، من القرم والدونباس والاجزاء المحتلة من إقليمي زابوروجيا وخيرسون، وليس كسب المزيد من العداوة. في المقابل نرى أن القوات الروسية قوامها مرتزقة وسجناء (منهم قتلة ومنهم لصوص) يقاتلون لأجل تخفيف العقوبة أو لأجل المال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *