المساعدات الامريكية الجديدة لأوكرانيا

المساعدات الامريكية الجديدة لأوكرانيا

المساعدات الامريكية الجديدة لأوكرانيا

مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية

د. سعيد سلّام – مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية

29/4/2024

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي في الكونغرس مشروع قانون حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار تشمل أموالا لأوكرانيا و الكيان الإسرائيلي و تايوان، وفيما يلي حصة كل دولة والهدف من الحزمة المقدمة:

أوكرانيا: مساعدات بقيمة 60.8 مليار دولار لدعمها في الدفاع ضد روسيا، منها 23.2 مليار دولار لتجديد الأسلحة والخدمات المقدمة لأوكرانيا.

الكيان الإسرائيلي: مساعدات أمنية لدعم الكيان الإسرائيلي بقيمة 26.4 مليار دولار وبالتحديد أنظمة الدفاع الصاروخية، القبة الحديدية ومقلاع داوود.

تايوان: مساعدات بقيمة 8.1 مليار دولار لتعزيز الأمن ضد النوايا العدائية الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتم توزيع المساعدات لأوكرانيا على الشكل التالي:

  • 9 مليار دولار – الإنفاق الدفاعي؛
  • 8 مليار دولار – دعم محتمل للميزانية؛
  • 57 مليار دولار – مساعدات اقتصادية؛
  • 400 مليون دولار – أموال لحماية الحدود وإزالة الألغام للأغراض الإنسانية.

وكانت المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل قد توقفت لمدة 6 اشهر تقريبا بعد أن طالب الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ أولا باتخاذ إجراء بشأن أمن الحدود و الهجرة غير المشروعة الى الولايات المتحدة من الحدود مع المكسيك، مما أدى إلى أشهر من المفاوضات في مجلس الشيوخ بشأن حزمة حدودية مرتبطة بالمساعدات الخارجية.

ويُعد إقرار مشروع القانون انتصارا كبيرا للرئيس الأمريكي والديمقراطيين في الكونغرس وزعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذين ضغطوا منذ فترة طويلة لإرسال مساعدات إلى أوكرانيا على الرغم من مطالب الجناح اليميني  في الحزب الجمهوري، الموالي للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، بإيقاف الدعم عن كييف.

وسبق أن قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيوقع على الفور على مشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ “للبدء في إرسال أسلحة ومعدات إلى أوكرانيا هذا الأسبوع”.

وبالفعل لم يتردد الرئيس الأمريكي في القيام بمهمته، ووقع بالفعل على قانون حزمة المساعدات لأوكرانيا.

وقال بايدن: “هذا التشريع المهم سيجعل بلادنا والعالم أكثر أمانًا بينما ندعم أصدقائنا الذين يدافعون عن أنفسهم ضد الإرهابيين مثل “حماس” والطغاة مثل بوتين”.

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستخصص أولا حزم مساعدات عسكرية لتلبية الاحتياجات الفورية للقوات المسلحة الأوكرانية، ثم ستركز على تقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا.

حرب بوتين تطوي عامها الثاني.. من يسيطر على أوكرانيا يسيطر على أوروبا

وتحدث جون كيربي، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، عن ذلك. حيث قال إن الولايات المتحدة ستواصل بعد ذلك طوال الصيف والخريف الحوار مع الجانب الأوكراني حول استراتيجية كييف طويلة المدى لصد العدوان الروسي. وبعد هذه المحادثات، سيتم تكييف حزم المساعدات التالية لأوكرانيا “لتلبية هذه الاحتياجات”.

من ناحيته أكد البنتاغون ان وصول المساعدات سيكون سريعا. إذ قال باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة يمكن أن ترسل حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا “في غضون أيام” من توقيع بايدن على مشروع القانون. ووفقا له، أنشأت الولايات المتحدة، مع حلفائها وشركائها، شبكة لوجستية قوية تسمح بإيصال المساعدات إلى أوكرانيا.

وقد عانت القوات الاوكرانية بشكل كبير خلال الاشهر الماضية بسبب تأخر المساعدات العسكرية الأمريكية، مما ادى الى نقص حاد في الذخيرة، خصوصا قذائف المدفعية و الصواريخ المضادة للطائرات و الصواريخ، مما ادى الى تراجع الامكانيات الدفاعية و لم تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من ابقاء السيطرة على بعض المناطق في شرق البلاد، ولا سيما مدينة “أفدييفكا”، بالاضافة الى بعض العجز في التصدي للهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية للطاقة في اوكرانيا مما ادى الى تدمير العديد من محطات توليد الاقة الكهربائية.

تم نقل صواريخ ATACMS سرا إلى كييف.

وقد أرسلت الولايات المتحدة سراً بالفعل صواريخ ATACMS بعيدة المدى، يصل مداها الى 300 كم، إلى أوكرانيا، وقد استخدمتها القوات الأوكراني في هجماتها على شبه جزيرة القرم المحتلة الأسبوع الماضي. وبحسب مصدر أمريكي لرويترز، فإن هذه الصواريخ مدرجة ايضا في حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار، والتي وافق عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن في 12 مارس/آذار. ولم يذكر المسؤول عدد الصواريخ التي تم إرسالها.

وأكد البنتاغون في وقت لاحق لشبكة CNN أن صواريخ ATACMS بعيدة المدى وصلت إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر. ثم أكدت وزارة الخارجية الأمريكية نقل ATACMS إلى أوكرانيا وأوضحت أن توفير هذه الأسلحة كان سريًا بناءً على طلب الجانب الأوكراني.

أكثر من 100 صاروخ؟

في مارس/آذار، تلقت أوكرانيا سراً أكثر من 100 صاروخ ATACMS بعيد المدى وعدداً كبيراً من الذخائر العنقودية من الولايات المتحدة كجزء من حزمة مساعدات بقيمة 300 مليون دولار، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤول أمريكي كبير. وتأتي المساعدة بعد أن وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن سرا على نقل أنظمة ATACMS في فبراير.

النووي الروسي.. تهديد حقيقي أم ورقة ضغط على الغرب؟

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل المعلومات حول عمليات التسليم السرية في الأسابيع الأخيرة، والتي نشرتها في البداية عدد من وسائل الإعلام الأمريكية. وقال للصحفيين “أستطيع أن أؤكد أن الولايات المتحدة سلمت صواريخ ATACMS بعيدة المدى إلى أوكرانيا بتوجيه مباشر من الرئيس”، مشيرا إلى أن الصواريخ كانت جزءا من حزمة المساعدات لشهر مارس ووصلت إلى أوكرانيا في أبريل.

وقبل ذلك، أرسلت الولايات المتحدة إلى أوكرانيا نظام ATACMS بمدى 100 ميل (حوالي 165 كم). ومع ذلك، طلبت كييف منذ فترة طويلة صواريخ يمكنها الوصول لمسافة 190 ميلاً (أكثر من 300 كيلومتر)، حسبما كتبت صحيفة نيويورك تايمز.

يمكن أن يؤدي تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS بعيدة المدى إلى توسيع قائمة أهداف القوات الأوكرانية في عمق الخطوط الخلفية الروسية بشكل كبير لضرب خطوط الامداد و القواعد العسكرية الاستراتيجية، مثل المطارات و مخازن الاسلحة بالإضافة الى جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم المحتلة مع الاراضي الروسية، مما سيؤدي إلى نتائج مهمة من الناحية العملياتية، خاصة إذا نجحت القوات الأوكرانية في تنسيق مثل هذه الهجمات مع العمليات البرية للاستفادة من تراجع قدرات القوات الروسية نتيجة الضربات.

وقال قائد القوات المسلحة البريطانية، توني راداكين، إن أوكرانيا تستعد لتصعيد هجماتها بعيدة المدى على الأراضي الروسية، في الوقت الذي تهدف فيه المساعدات العسكرية الغربية إلى مساعدة كييف على خوض الحرب “بطرق أقوى بكثير”.

واعترف راداكين في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز بأن أوكرانيا تواجه معركة “صعبة” ضد القوات الروسية، وأن الدفاع الأوكراني يمر بأوقات عصيبة. ومع ذلك، أكد أن مثل هذه الصورة القاتمة للحرب لا تأخذ في الاعتبار “الاتجاهات طويلة المدى لصالح كييف”. وأضاف أن هذه الاتجاهات تشمل أحدث حزم المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا، والضربات بعيدة المدى الناجحة لأوكرانيا، و”الفشل الذريع” لموسكو في قطع صادرات الحبوب الحيوية لكييف عبر البحر الأسود.

وقال راداكين: “مع قيام أوكرانيا ببناء قدراتها القتالية بعيدة المدى… فإن قدرتها على مواصلة العمليات العميقة ستصبح ميزة متزايدة”.

و كانت صحيفة التلغراف قد كتبت أن بريطانيا ستدرج قنابل Paveway IV الموجهة بالليزر في الحزمة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وأشار المقال إلى أن لندن يمكنها نقل مثل هذه القنابل إلى كييف لأول مرة.

الولايات المتحدة ستخصص 6 مليارات دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا

بعد ان وقع الرئيس الأميركي جو بايدن على قانون المساعدات العسكرية لأوكرانيا أعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات أولية بقيمة مليار دولار، والآن أعقبتها حزمة مساعدات ثانية بقيمة 6 مليار دولار.سيتم استخدام الأموال لشراء أسلحة لأوكرانيا من الشركات المصنعة الأمريكية. وعلى وجه الخصوص، من المقرر تصنيع أنظمة الدفاع الجوي “NASAMS” و “باتريوت”. صرح بذلك وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال مؤتمره الصحفي يوم الجمعة 26 أبريل. ووفقا له، سيتم استخدام الأموال المخصصة لتصنيع أسلحة للجيش الأوكراني من قبل شركات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي. وقد وعد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن الولايات المتحدة “ستبدأ على الفور” في إرسال المساعدات العسكرية إلى كييف.

وعلى وجه الخصوص، سيتم تزويد أوكرانيا بالذخيرة لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” و “NASAMS”، و راجمات HIMARS؛ ذخائر المدفعية؛ الأسلحة المضادة للطائرات بدون طيار وصواريخ جو- أرض للطائرات المقاتلة. ووصف أوستن حزمة المساعدة العسكرية بأنها الأكبر حتى الآن.

يتم الحديث الآن عن تخصيص أموال لشراء معدات عسكرية من الصناعة – في حين يتم تسليم الدفعة الأولى من المساعدات المرسلة بعد استئناف التمويل الأمريكي مباشرة من المستودعات العسكرية. وقد قال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر إن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في تزويد أوكرانيا بالذخيرة التي أصبحت الحاجة الأكثر إلحاحا للقوات المسلحة الأوكرانية.

تقول القائمة الموجودة على موقع البنتاغون أن حزمة المساعدات الجديدة ستشمل:

  • ذخيرة إضافية لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” و “NASAMS”؛
  • معدات لدمج منصات الإطلاق والصواريخ والرادارات الغربية الصنع مع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية؛
  • أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار.
  • ذخيرة لأنظمة الصواريخ الموجهة بالليزر؛
  • رادارات متعددة الأغراض ومضادة للمدفعية؛
  • ذخيرة لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة HIMARS؛
  • قذائف مدفعية عيار 155 ملم و152 ملم؛
  • ذخائر جوية دقيقة؛
  • طائرات بدون طيار من طراز Switchblade وPuma؛
  • الجرارات التكتيكية للأسلحة والمعدات المختلفة؛
  • مكونات إنتاج الطائرات بدون طيار في أوكرانيا؛
  • الأسلحة النارية والذخائر له.

ومع ذلك، لم يعلن البنتاغون عن تقديم قاذفات “باتريوت” نفسها، وهو ما طلبته أوكرانيا مؤخرًا.

في وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن سبعة أنظمة “باتريوت” إضافية أو أنظمة مماثلة لحماية المدن الأوكرانية. وأوضح أيضًا أن الجيش الروسي تمكن من تدمير أكبر محطة للطاقة الحرارية في منطقة كييف، وهي محطة تريبيليا الحرارية، لأن الجيش الأوكراني “قد استنفذ الصواريخ”.

والجيش الأوكراني مسلح بأربعة أنظمة باتريوت قدمها الحلفاء الغربيون منذ الغزو الروسي.

وقال أوستن: “إنهم لا يحتاجون إلى صواريخ باتريوت فحسب، بل يحتاجون إلى أنواع أخرى من الأنظمة والصواريخ. أود أن أحثنا جميعا على أن نكون حذرين من الادعاءات بأن صواريخ باتريوت قادرة على حل جميع المشاكل”. وتابع أوستن: “نحن بحاجة إلى فهم ما هو على المحك في أوكرانيا، بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة. إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فإن أوروبا ستواجه تهديدا لم نشهده من قبل في حياتنا. روسيا لن تتوقف في أوكرانيا”.

وردا على سؤال عما إذا كانت المساعدات الأمريكية ستساعد في حماية القوات الأوكرانية، قال أوستن إن الأموال المرسلة ستكون “محددة وحقيقية وكبيرة”، على الرغم من أنها لن تصل “على الفور”.

وقال أوستن: “سيستغرق الأمر بعض الوقت لوضعها وتوزيعها. لقد تمكن الأوكرانيون من الصمود، ومع الفرص الجديدة سيحققون المزيد”.

وكما أفادت العديد من التقارير الصحفية، فإن الجيش الأوكراني في حاجة ماسة إلى قذائف مدفعية في ساحة المعركة. وكتبت وسائل الإعلام أن افتقار القوات الاوكرانية للقذائف والميزة الكبيرة التي تتمتع بها روسيا في القوة النارية تسمح للجيش الروسي بالضغط على القوات الأوكرانية كل يوم و دفعها للتراجع عن مواقعها.

يرجع استنفاد احتياطيات الذخيرة الأوكرانية إلى حد كبير إلى حقيقة أن الكونجرس الأمريكي لم يتمكن لمدة ستة أشهر تقريبًا من الموافقة على المساعدة العسكرية لكييف وتم خلالها تعليق الإمدادات.

انظمة الدفاع الجوي “باتريوت” الثمينة!

على الرغم من أن أوكرانيا قالت إنها تحتاج على الاقل إلى سبعة أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز “باتريوت”، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تأمين سوى نظام واحد جديد منها، حيث وافقت ألمانيا على توفيره.

ودعا وزير الدفاع الألماني الحلفاء الأوروبيين إلى أن يحذوا حذو برلين بسرعة، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إن كييف تتفاوض بشأن إمكانية توريد مثل هذه الأنظمة.

وتمتلك اليونان، من بين أشياء أخرى، صواريخ “باتريوت”، بالإضافة إلى صواريخ “إس-300″، لكن رئيس الوزراء، كيرياكوس ميتسوتاكيس، اعلن إن أثينا لا يمكنها منحها لأوكرانيا.

وفي مقابلة مع قناة “سكاي تي في”، قال ميتسوتاكيس: “لقد سُئلنا، لكننا أوضحنا لماذا لا نستطيع”. وأضاف أن أنظمة الدفاع الجوي ضرورية “لنظام الردع لدينا”. وهنا يجب ان نتذكر جميعا أن قضايا الدفاع حساسة للغاية بالنسبة لليونان، نظرا لعلاقاتها الصعبة و المتوترة مع تركيا المجاورة.

وقالت وزارة الدفاع الإسبانية إنها سترسل إلى أوكرانيا صواريخ باتريوت إضافية، ولكن ليس قاذفات.

و اخيرا يجدر الذكر ان تكلفة كل بطارية باتريوت تبلغ حوالي مليار دولار، ويكلف كل صاروخ حوالي 4 ملايين دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *