تقييم عسكري للجبهة الجنوبية الاوكرانية

9/6/2022

يبقى الوضع في ترانسنيستريا طبيعياً وهادئاً ولا توجد تطورات خاصة هناك؛

منطقة كريفوي روغ، استقرار شامل، انخفاض في شدة الأعمال القتالية، معارك موضعية وتبادل لإطلاق النار؛

في إقليم خيرسون هناك تحركات صغيرة، ولكن التحرك الفعلي هو للقوات الأوكرانية، حيث قامت القوات الجوية الأوكرانية بضرب مواقع القوات الروسية ومستودعات ذخيرة وحققت خسائر في كل من الأفراد والمعدات.

تحاول القوات الروسية إخراج القوات الأوكرانية من “موطئ القدم” الذي بنته القوات الأوكرانية على الضفة اليسرى لنهر إنغوليتس، لكن بدون نجاح، بل قامت القوات الأوكرانية ببعض العمليات الهجومية لتحسين الموقف العسكري واستطاعت توسيع منطقة السيطرة على طول شاطئ نهر إنغولتس، وأعتقد ان هذا “موطئ القدم” سيكون الأساس للانطلاق في الهجوم المضاد الشامل عند استلام الكم الكافي من الأسلحة الحديثة.

في اقليم نيكولاييف قصف مستمر للمدينة حيث يتم إطلاق الصواريخ بعيدة المدى من البحر الأسود، بما في ذلك صواريخ جو – ارض، حيث يتم تدمير البنية التحتية، وخاصة البنية التحتية للمواصلات لمدينة نيكولاييف، بالإضافة الى استهداف الأحياء السكنية، وتعاني المدينة من خسائر كبيرة.

هنا يجب الإشارة الى استهداف وتدمير صوامع الحبوب بمحتواها، ثاني أكبر مخزن للحبوب في أوكرانيا، ويتعارض هذا الهجوم الصاروخي مع الوعود الأخيرة التي قطعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل يوم واحد بممر آمن عبر البحر الأسود من الموانئ الأوكرانية للشحن التجاري.

في إقليم أوديسا الوضع إلى حد ما هادئ، التهديد الوحيد هو الضربات الصاروخية؛

هنا يجب ان نتطرق الى جزيرة “زمييني – الأفعى” في البحر الاسود، حيث تقوم روسيا بتجميع قواتها في الجزيرة، و تنشر أنظمة إطلاق صواريخ متعددة و أنظمة دفاع جوي و أفراد، لكن مع وجود نظام صاروخي مضاد للبحرية مثل هاربون (لا يوجد حتى الآن تأكيد رسمي على استلامه، لكن هناك معلومات قوية تشير الى انه إما موجود بالفعل في أوكرانيا أو على وشك الظهور في أوكرانيا)، لا تشكل جزيرة زمييني نفسها تهديدا عسكريا كبيرا لإقليم أوديسا، لأن النظام المضاد للبحرية سيعمل على تحييد أي محاولة من قبل القوات الروسية أو أي شيء يمكن القيام به انطلاقا من هذه الجزيرة، حيث لا توجد على الجزيرة أنظمة هجومية بعيدة المدى، وأنظمة الدفاع الجوي ذات طبيعة دفاعية.

فيما يخص السفن الروسية في البحر الأسود، بمجرد بدء الحديث عن نظام صواريخ هاربون التي يتجاوز نطاق مداها 300 كم (يتفوق على نظام الصواريخ الأوكراني نيبتون)، وعمليات تسليمه لأوكرانيا، فإن البحرية الروسية لا تقترب من الساحل الأوكراني اقل من مسافة 300 كم، وتأكيدًا على ذلك ، فان البحرية تغير وسائل توصيل الأفراد والطعام للجزيرة، لأنه لا توجد حتى مياه عذبة في الجزيرة، كل شيء يتم تسليمه  بواسطة عدد من الزوارق المائية بسبب تدمير العديد من مراكب رابتور في الجزيرة بالإضافة الى طائرة هليكوبتر ناقلة للأفراد اثناء إيصال الجنود الى الجزيرة، حاليا يتم التنقل بواسطة زوارق تستوعب حوالي 20-25 فردًا.

جميع هذه العوامل تؤكد ان جزيرة زمييني لا تشكل تهديدًا عسكريًا كبيرًا اليوم كما كانت في الفترة الأولى من الحرب، الى أن تم اغراق طراد صواريخ “موسكو”، حاليا تم الخفض من هذه الخطورة بواسطة أنظمة الصواريخ نيبتون وهاربون (التي يجب انتظار التأكيد الرسمي لتوفرها لدى الجانب الأوكراني).

لكن يبقى التهديد باستهداف إقليم أوديسا ونيكولايف من البحر الأسود موجوداً، خصوصا في ظل وجود الغواصات المحمّلة بصواريخ كروز من نوعية كاليبر.

وفي ظل المحاولات المتكررة لإيجاد حلول للتصدير من الموانئ الأوكرانية تحاول السلطات الروسية فرض إزالة الألغام البحرية من المياه الإقليمية الأوكرانية تحت ذريعة تأمين الملاحة التجارية، لكن الطرف الأوكراني يرفض هذا الأمر بشدة، لأن إزالة الألغام البحرية سيسمح لسفن الانزال البحري بالوصول إلى الشاطئ بسهوله.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *