Росія 2024...Путін на п'ятий термін і сподівається розв'язати «українську війну»
تراجع الاهتمام الغربي بكييف يمكن أن يطلق يد موسكو
سامر إلياس
2/1/2023
على العكس من معظم التوقعات الغربية، تدخل روسيا عام 2024 بأوضاع أفضل بكثير على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية. وبدا أن المجتمع الروسي انتقل من مرحلة الانتظار لنتائج الحرب في أوكرانيا إلى التعود على الوضع الجديد والتأقلم معه، بعدما أفلح الكرملين في ضمان استمرار الحرب من دون تأثيرات كبيرة على المواطنين، والابتعاد عن أي قرارات قد تثير النقمة الشعبية مثل إعلان تعبئة جديدة.
ومع تسخير كل الطاقات للجبهة والنصر، لم تتأثر الأوضاع الاقتصادية والمالية لشريحة واسعة، بل على العكس ساهم وضع الاقتصاد على “سكة الحرب” في تحسين اقتصاد كثير من المقاطعات والأقاليم الروسية مع دوران آلات المصانع على مدار الساعة لتأمين احتياجات الآلة العسكرية من الأسلحة والقذائف والاحتياجات اليومية للجنود.
وقبل قرابة ثلاثة أشهر على انتخابات رئاسية مضمونة لصالحه، وفي مؤشر إلى ثقته المطلقة بقدرات بلاده، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء مؤتمره الصحافي السنوي يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على أن القتال لن يتوقف في أوكرانيا حتى تصبح الأخيرة “منزوعة السلاح ومحررة من النازية، ومحايدة”، وفي رسالة تحدّ واضحة لكييف وداعميها الغربيين قال بوتين: “إما أن نتوصل إلى اتفاق وإما أن نحلّ هذه الأزمة بالقوة”.
وبعيدا عن الأوضاع المريحة لموسكو في الجبهة مع أوكرانيا، بدا أن مخاطر حدوث انشقاقات في الجبهة الداخلية باتت شبه معدومة بعد إنهاء تمرد قائد ومؤسس مجموعة ” فاغنر” يفغيني بريغوجين الذي قُتل لاحقا مع عدد من كبار مساعديه في أغسطس/آب الماضي. والواضح أن نظام الرئيس بوتين خرج دون خسائر كبيرة من امتحان التمرد الصعب، واستغل الموقف لإعادة الاعتبار لوزارة الدفاع كمؤسسة وحيدة تعنى بمهمة القتال على الأرض لتنفيذ أهداف القيادتين السياسية والعسكرية. كما لم تتأثر المعارك في أوكرانيا بالتمرد وانسحاب قوات “فاغنر” التي كان لها دور أساسي في معارك السيطرة على سوليدار وباخموت، وأوكلت إليها مهمات خارجية مهمة للسياسة الروسية في سوريا وليبيا والبلدان الأفريقية.
تزداد شعبية “القيصر” مع حصوله على هدايا غير منتظرة مثل “أحداث 7 أكتوبر“
وتكشف استطلاعات الرأي عن عدم وجود منافس حقيقي لبوتين في الانتخابات المقررة بين 15 و17 مارس/آذار المقبل، ويعمل الكرملين على رفع نسبة المشاركة إلى حدود 70 في المئة، وتحقيق النسبة ذاتها من المؤيدين لبوتين لتأكيد شرعية الانتخابات والتفاف الروس حوله على عكس القادة الغربيين الذين لا يحظون بمثل هذه الشعبية.
وتزداد شعبية “القيصر” مع حصوله على هدايا غير منتظرة مثل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في غزة وما تلاها من حرب إسرائيلية على القطاع الفلسطيني، ما تسبب في تراجع الاهتمام بالحرب الأوكرانية وعجز الغرب عن التعامل مع حربين في وقت واحد، وتراجع الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.
كما تتعزز مواقع بوتين الذي يحكم البلاد عمليا منذ 23 عاما مع فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ونجاحه مع فريقه في تخفيف الآثار الاقتصادية للعقوبات. ومنذ التعديلات الدستورية التي “صفّرت” عداد الرئاسة صيف 2020 بدا أن بوتين ذاهب لولاية خامسة، ومن المؤكد فوزه في ظل عدم وجود منافسين حقيقيين، وضعف المعارضة الليبرالية وتفتتها بعد اعتقال زعيمها ألكسي نافالني مطلع 2021. ورغم أن النتائج مضمونة لصالح بوتين فإن الاستمرار في حكم روسيا إلى 2036 كما يسمح له الدستور أو حتى 2030 يبقى رهنا لنتائج العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومستقبل روسيا في النظام العالمي الجديد الذي يطمح بوتين لبنائه، ما يفتح على تسجيل اسمه ضمن قائمة قياصرة وأباطرة روسيا العظماء ممن أعادوا هيبة البلاد وقوتها.
وعلى المدى المنظور، فإن نجاح روسيا وحليفتها الصين في قيادة عمل منظمة “بريكس” وتفعيل دورها مع عدد من المنظمات الإقليمية في الفضاء السوفياتي السابق مثل “منظمة شنغهاي” و”منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، و”الاتحاد الاقتصادي الأوراسي” ورابطة الدول المستقلة، إضافة إلى علاقاتها مع بلدان مجلس التعاون الخليجي العربي وتركيا وإيران، كل ذلك يمنح بوتين إمكانية كبيرة للتخفيف من تأثير مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه عن محكمة الجنايات الدولية في مارس/آذار الماضي والتي منعته من المشاركة في عدد من الفعاليات الخارجية، وتعزيز دور روسيا العالمي.
وفي العام الماضي، كثفت روسيا جهودها لتشكيل جبهة “الجنوب العالمي”، ومع الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، ما كشف ازدواجية في المعايير الأخلاقية، زادت نسبة المتفهمين للموقف الروسي والحاقدين على الغرب الذي يرفض القتل في أوكرانيا ويساعد القاتل في غزة ويزوده بالأسلحة.
يزداد الحديث في الأوساط الروسية عن ورطة الغرب في أوكرانيا وبحثه عن فرص للتفاوض
روتين الحرب
باتت “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا أمرا روتينيا في حياة الروس اليومية، ولم تعد تثير أي مشاعر رافضة أو مساندة لدى شريحة واسعة من السكان. واستطاعت القوات المسلحة الروسية في 2023 تصحيح نقاط الضعف التي برزت في العام الأول للحرب. ووفرت المغريات المالية المزيد من المتطوعين للحرب، وحسب الرئيس بوتين فقد زاد عدد المتطوعين إلى أكثر من 500 ألف منذ بداية عام 2023. ولأن زيادة أعداد المتطوعين، ورفع سن التكليف العسكري الإجباري أديا إلى تفاقم مشكلات سوق العمل، فإن السلطات تجنبت اللجوء إلى حملة تعبئة جديدة غير مرغوب فيها بشدة في المجتمع.
ومع فشل الهجوم المضاد الأوكراني الذي بدأ متأخرا في 4 يونيو/حزيران الماضي، فقد تميزت خطابات المسؤولين الروس بالثقة والتفاؤل، وتراجعت الشعارات وخطابات التهديد بالأسلحة النووية. وفي الشهرين الأخيرين ركز المسؤولون السياسيون والعسكريون الروس على انتهاء مرحلة عدم اليقين بشأن الحرب، وأنه لم يعد باستطاعة أوكرانيا أو الغرب تغيير الأوضاع في الميدان بالوسائل العسكرية. وازداد الحديث في الأوساط الروسية عن ورطة الغرب وبحثه عن فرص للتفاوض تأخذ في الحسبان احتفاظ روسيا بمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون التي ضمتها في نهاية سبتمبر/أيلول 2022.
واللافت أن بوتين لم يستغل “الخط المباشر مع المواطنين” والمؤتمر الصحافي السنوي في منتصف الشهر الحالي من أجل تسجيل نقاط قبل الانتخابات، مثل تقديم وعود للمواطنين بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بل أكد على أن الأمور على أفضل حال، وامتدح عمل الحكومة والسلطات المالية والنقدية. وخارجيا، وجه رسالة واضحة للغرب بأن الوقت قد حان لإعادة النظر في السياسات المتبعة مع روسيا، والإقرار بخسارة الحرب عسكريا، وعدم القدرة على هزيمة روسيا استراتيجيا. وواقعيا، لدى بوتين ما يكفي من الأسباب للتفاؤل؛ فقد فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا عمليا، وتتقدم روسيا مرة أخرى على عدة جبهات في مارينكا وأفدييفكا قرب مدينة دونيتسك على وجه الخصوص. وكشفت خطابات بوتين الأخيرة عن ثقته في التفوق على العدو: عسكريا على أوكرانيا، ومعنويا وتاريخيا وجيوسياسيا على الغرب. وتسود قناعة شبه راسخة لدى النخبة الروسية بأن بلادهم ستنتصر نهائيا على أوكرانيا، وتؤسس لنظام صديق لها “غير داعم للنازية”، وأن جنوب شرقي أوكرانيا بات عمليا وقانونيا جزءا لا يتجزأ من روسيا. وربما كانت رسالة بوتين الأساسية في مؤتمره السنوي بأنه بات لزاما على الغرب التفكير فقط في الثمن الذي سيدفعه الغرب مقابل تأخير قرار إعادة النظر في دعمه لأوكرانيا، وتخيير واشنطن وبروكسل بين الوصول إلى اتفاق الآن بشروط الكرملين، أو استمرار روسيا في سحق أوكرانيا والمعدات العسكرية التي أرسلت إليها.
تبرز جهود لتشكيل تحالف بولندي ألماني يدعو لعسكرة الاقتصاد وتعزيز الإنتاج العسكري لدعم كييف
وكشفت خطابات بوتين الأخيرة عن ثقته في التفوق على العدو: عسكريا على أوكرانيا، ومعنويا وتاريخيا وجيوسياسيا على الغرب. وتسود قناعة شبه راسخة لدى النخبة الروسية بأن بلادهم ستنتصر نهائيا على أوكرانيا، وتؤسس لنظام صديق لها “غير داعم للنازية”، وأن جنوب شرقي أوكرانيا بات عمليا وقانونيا جزءا لا يتجزأ من روسيا. وربما كانت رسالة بوتين الأساسية في مؤتمره السنوي بأنه بات لزاما على الغرب التفكير فقط في الثمن الذي سيدفعه الغرب مقابل تأخير قرار إعادة النظر في دعمه لأوكرانيا، وتخيير واشنطن وبروكسل بين الوصول إلى اتفاق الآن بشروط الكرملين، أو استمرار روسيا في سحق أوكرانيا والمعدات العسكرية التي أرسلت إليها.
ثقة في النصر الروسي
وبمراجعة قنوات “تلغرام” للمدونين القوميين الروس والمراسلين العسكريين، منذ مطلع الخريف الماضي، يعول كثير منهم على أن فشل الهجوم الأوكراني المضاد قد يمكّن روسيا من الانتصار في هذه الحرب عام 2024، إما بتوقيع اتفاق مع كييف يسمح لروسيا بالاحتفاظ بما سيطرت عليه من مناطق، ويحيل زمام السلطة فيما تبقى من أوكرانيا إلى قوى موالية لروسيا أو على الأقل إلى قوى محايدة لا تكون تابعة لواشنطن و”الناتو”. وإما بتحقيق نصر عسكري شامل ومحو أوكرانيا عن الخريطة، واستعادة كامل أراضي الإمبراطورية الروسية التاريخية.
وما يعزز آمال النخب الروسية في قرب انتهاء الحرب، تزايد النقاشات مؤخرا في الصحافة الغربية بشأن مفاوضات السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا وعودة الحديث عن احتمال تجميد الصراع. وفي الوقت ذاته، يؤكد مسؤولون غربيون أن دعم أوكرانيا سيستمر، ويهددون بتصعيد الصراع إلى آفاق أكبر وأشد خطورة، كما تبرز جهود لتشكيل تحالف بولندي ألماني يدعو لعسكرة الاقتصاد وتعزيز الإنتاج العسكري لتزويد كييف بما تحتاجه من أسلحة وذخائر بات الجيش الأوكراني في أمس الحاجة إليها. ورغم كل الجهود الأوروبية لتغطية النقص في الأسلحة والذخائر، بدا واضحا أن الصناعات العسكرية الأوروبية غير قادرة على توفير ما تحتاجه أوكرانيا وبخاصة من الصواريخ والقذائف من عيار 155 ملم المهمة جدا. وحسب المفوضية الأوروبية، فإن التحالف لتزويد أوكرانيا بقرابة مليون قذيفة من مارس/آذار 2023 إلى مارس/آذار 2024 فشل في تحقيق الهدف، وأن مجمل ما سلم لا يتجاوز 300 ألف قذيفة حتى بداية ديسمبر/كانون الأول 2023.
روسيا لا تستفيد من اتفاقات الهدنة وتجميد الصراع، لأن الهدنة دون اتفاق سلام كامل حرب مؤجلة
اتفاق سلام بالشروط الروسية
وعلى هذه الخلفية، بدأ القادة العسكريون الروس في التحدث علنا ضد الهدنة المحتملة ويناقشون الاستيلاء على خاركيف (شرق) وأوديسا (جنوب على البحر الأسود)، انطلاقا من أن تراجع الاهتمام بكييف من جانب الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن يطلق يد روسيا. وذهب بعض علماء السياسة إلى أبعد من ذلك؛ إذ رأى يوري بارانشيك، الذي ناقش سابقا عملية عسكرية محتملة للقوات المسلحة الروسية في منطقة البلطيق، أنه “بمجرد أن تحترق أوكرانيا، ستبدأ كل الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام”، وعلى وجه التحديد، الحروب بالوكالة القادمة مع حلف شمال الأطلسي في أفريقيا وسوريا، فضلا عن الصراعات في آسيا الوسطى، وبشكل عام، النضال من أجل عالم متعدد الأقطاب.
وفي مقابل التفاؤل الروسي، ورغم أن الموازين تتجه لصالح الجيش الروسي، فإن احتمالات السيطرة على كامل المناطق الأربع الجديدة والاستيلاء على نيكولايف وأوديسا وخاركيف بشكل سريع وخاطف، هي احتمالات بعيدة تماما عن الواقع، ومجريات الحرب لم تشهد تغيرات كبيرة على مناطق السيطرة منذ احتلال باخموت في مايو/أيار الماضي، وبالتالي لا يمكن الحديث الآن عن انتصار محتمل على القوات المسلحة الأوكرانية في هذه المناطق، حيث لا توجد الإمكانات البشرية والعسكرية الكافية.
أما فيما يتعلق بمفاوضات السلام مع أوكرانيا، تسود بين القوميين والضباط العسكريين الروس، فكرة مفادها أنه لا يمكن أن يكون هناك حتى تلميح لمعاهدة سلام من دون إحكام روسيا السيطرة على المناطق الجديدة (دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون) ضمن حدودها الإدارية في 2014، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تستولي روسيا أيضا على مناطق خاركيف ونيكولايف وأوديسا. وبعيدا عن عدم قدرة الجيش الروسي على تنفيذ هذا التقدم، يجب عدم نسيان أنه حتى عندما كانت القوات الروسية متمركزة بالقرب من كييف، لم يكن هناك حديث عن الاستسلام الكامل لأوكرانيا فقد اتفق المفاوضون حسب التصريحات الرسمية الروسية على الوضع المحايد وخفض عدد القوات المسلحة الأوكرانية، مع انسحاب لاحق للقوات المسلحة الروسية إلى حدود 24 فبراير/شباط 2022.
ومن غير الواضح بالضبط متى ستبدأ المفاوضات، ولكن هناك احتمالا كبيرا أن يحدث ذلك في النصف الثاني من عام 2024. وهناك رأي مفاده أن روسيا لا تستفيد من اتفاقات الهدنة وتجميد الصراع، لأن الهدنة من دون اتفاق سلام كامل هي حرب مؤجلة. وهذا الأمر صحيح جزئيا، ولكن من الخطأ افتراض أن القوات المسلحة الأوكرانية هي وحدها التي ستستفيد من فترة هدنة طويلة. وسيكون من الجيد أيضا أن تعمل القوات المسلحة الروسية على الأخطاء وأن تمنح الجنود الذين ظلوا يحاربون من دون تناوب لأكثر من عام فترة راحة جيدة.
من المؤكد أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ضم دولتين إضافيتين على حدودها لحلف “الناتو“
كل ما ذكر سابقا، لا يستثني احتمالين:
الأول: استمرار الصراع العسكري في حال ترتيب أوكرانيا أوضاعها، وحصولها على أسلحة قادرة على وقف الهجمات الروسية، وكسر التفوق الجوي الروسي بالحصول على مضادات جوية كافية، وطائرات”إف-16″، وتحقيق الأوكرانيين مفاجآت كما حصل في صيف وخريف 2022.
والاحتمال الثاني: إمكانية تطور النزاع العسكري إلى اشتباك مباشر مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ فاحتمال حدوث ذلك لا يزال قائما، رغم أنه ليس مرجحا.
وقد عزز انضمام فنلندا إلى “الناتو” في أبريل/نيسان 2023، وقرب انضمام السويد إليه ومغادرة الدولتين الاسكندنافيتين حالة الحياد الطويلة عزز من احتمالات التصعيد؛ فانضمام فنلندا يزيد الحدود الروسية مع “الأطلسي” بنحو 1340 كيلومترا، ويغير الوضع في منطقة بحر البلطيق التي باتت روسيا محصورة فيها في جيبين صغيرين محاطين بـ”الناتو” من كل جهة. ومع الاتفاقات الدفاعية المشتركة الموقعة من قبل السويد وفنلندا والدنمارك مع الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2023 والسماح للجيش الأميركي بنشر قواته في قواعد برية وبحرية وجوية في البلدان الثلاثة يرتفع خطر الاحتكاك مع روسيا من القطب الشمالي إلى جيب كالينينغراد وصولا إلى مقاطعة لينينغراد شمال غربي روسيا.
وقد دفعت الاتفاقات المذكورة روسيا إلى إعادة تشكيل المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في بطرسبورغ والتي كانت قد حلتها عام 2010. وفي مؤشر إلى غضب روسي من التطورات مع فنلندا والسويد، هدّد الرئيس بوتين في مقابلة مع التلفزيون الروسي الحكومي يوم 18 ديسمبر/كانون الثاني 2023 بإعادة التسلح على الحدود. وأضاف: “لقد كانت لدينا علاقات ودية مع فنلندا، ومتطورة كثيرا على المستوى الاقتصادي… لم تكن هناك مشاكل، لكنها ظهرت الآن لأننا شكلنا منطقة سانت بطرسبورغ العسكرية، وننقل بعض الوحدات العسكرية إلى هناك”. ومن المؤكد أن روسيا التي عرضت على الولايات المتحدة و”الناتو” في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2021 عودة الحلف إلى حدود 1997 لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نتيجة عكسية وهي ضم دولتين إضافيتين على حدودها.
وأخيرا، فإن نشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا، وكذلك إمكانية سقوط صواريخ في بولندا ورومانيا، وزيادة شهية روسيا في حال نجحت في احتلال أوديسا للانطلاق نحو دعم الانفصاليين عن مولدوفا في جمهورية بريدنيستروفيا (ترانسنستيريا) غير المعترف بها، يمكن أن تزيد احتمالات الدخول في صراع روسي-غربي محفوف بالمخاطر.
*Опубліковано за погодженням із письменником