قراءه في المفاوضات الاوكرانية – الروسية في إسطنبول

قراءه في المفاوضات الاوكرانية – الروسية في إسطنبول

Д. Щасливого миру

31/3/2022

عقدت منذ يومين جلسة مفاوضات بين الطرفين الاوكراني والروسي وباستقبال من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. حيث أكد الرئيس التركي أن الوقت قد حان ليتوصل كل من الوفدين إلى نتائج ملموسة من جولة المفاوضات التي تستضيفها مدينة إسطنبول التركية، وان “إيقاف المأساة بأيدي الطرفين”.

وتابع الرئيس التركي قائلا: “أعتقد أننا في مرحلة يجب التوصل فيها إلى نتائج ملموسة من المفاوضات، أنتم تضعون أسس السلام بقيادة زعيميكما”، مشددا على أن وقفا لإطلاق النار سيصب في مصلحة الجميع.

وتحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد المفاوضات عما وصفه بـ “التقدم الأهم” في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، في الجولة التي استضافتها إسطنبول.

وقال الوزير التركي عقب 3 ساعات من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني “إنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات”.

وبالتزامن مع ذلك، وصفت روسيا المفاوضات التي جرت في تركيا بـ “المفيدة”، حيث أعلن الوفد الروسي أن موسكو ستقلص بشكل “جذري” نشاطها العسكري في شمال أوكرانيا وبما يشمل المناطق القريبة من كييف، وذلك عقب محادثات “مفيدة” مع الوفد الأوكراني.

و لكن أضاف رئيس الوفد الروسي المفاوض: ما زال الطريق طويلا لإعداد اتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشروط مقبولة للطرفين.

وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين “نظرا إلى أن المحادثات عن إعداد اتفاق بشأن وضع أوكرانيا المحايد وخلوها من الأسلحة النووية انتقلت إلى مرحلة عملية.. اتُّخذ قرار بتقليص النشاط العسكري في منطقتي كييف وتشيرنيغيف بشكل جذري”.

في المقابل قال رئيس الوفد الأوكراني المفاوض: مقترحاتنا تتضمن مطالبة الدول الضامنة بالتدخل خلال 3 أيام إذا تعرضنا لأي عمل عسكري، إذا لم يتم التفاهم بشأن شبه جزيرة القرم فلن يكون هناك من حل غير استعمال الأسلحة، إذا تم توقيع اتفاق تحت الضغط وفي ظل الحرب فلن يكون جيدا، أوكرانيا ستوقع على الاتفاقات عند وقف الحرب وعودة اللاجئين واستتباب الأمن، مهم بالنسبة لنا الموافقة على ما قدمنا من نقاط ونحن على تواصل مع كل الدول الضامنة، يجب أن يكون هناك اتفاق على المستوى الدبلوماسي وأن يكون ملزما للجميع، الوضع في الأراضي المحتلة في القرم لا يسمح للمواطن بالتعبير عن رأيه، من حق الروس أن يعتقدوا أن القرم روسية لكن من حقنا استعادة كل ما هو أوكراني.

انطلاقا مما جرى وتم تسريبه من معلومات ومواقف أعلنها الوفدين المفاوضين:

–  أعتقد أنه من المبكر الخوض في تفاصيل نقاط الاتفاق التي قدمها الجانب الأوكراني، هذه المقترحات ليست أكثر من تثبيت للوضع وقت المفاوضات والقول إن الحرب الخاطفة التي أرادها الروس قد فشلت، والخسائر لدى الطرف الروسي فادحة، والحرب تطول وتتحول الى نوع من حرب الاستنزاف في بعض المناطق.

وبهذا المعنى، فإن مبادرة موسكو لبدء المفاوضات تقريبًا بعد الأسبوع الأول من القتال تظهر تحول هذا الفهم – من التهديدات والإنذار النهائي إلى تقييمات بناءة لمسار المفاوضات.

لكن حتى الآن لا يمكن إعطاء أي وزن لموقف الوفد المفاوض الروسي، لأنهم في الحقيقة لا يقررون شيئا حاسما، ويبقى بوتين، مخلصًا لمبدئه وأفكاره – تدمير أوكرانيا واعادتها الى الحاضنة الروسية. لذلك، سواء قبل المفاوضات أو بعدها، سيتم تحديد كل شيء في ساحة المعركة.

ومع ذلك، فإن عامل التفاوض في تركيا مهم.

– بالنسبة للرئيس التركي، الذي بذل جهودًا كبيرة لتنظيمها، فهذه عملية مهمة من الناحية السياسية. يمكن للحرب أن تؤدي بالفعل إلى انخفاض كبير في التجارة بين تركيا والدولتين المتحاربتين، الأمر الذي سيضر التجارة الخارجية التركية وقطاع السياحة بشدة ويعرض الحملة الرئاسية لعام 2023 للخطر. في هذا الصدد، تُظهر أوكرانيا احترامًا عميقًا لموقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكما نرى، تقدم مقاربة واقتراحات بناءة.

– النقطة الثالثة تتعلق بفهم عميق من قبل الطرف الاوكراني أن أي اتفاق مع موسكو لا يستحق الورقة التي كتب عليها، وذلك بسبب عدم التزام الجانب الروسي بالاتفاقيات التي تم توقيعها سابقا وتعهدها بضمان سيادة وحدود الدولة الاوكرانية في اتفاقية بودابست 1994، وتعهد بوتين بعدم احتلال القرم في 4/3/2014.

هذا الاعتقاد مطلق في المجتمع الأوكراني على جميع المستويات. لكن لم يجد بعد نفس الفهم العميق بين شركاء أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لذلك فان القيادة الأوكرانية بحاجة الى اثبات هذا الامر.

على سبيل المثال هناك بالفعل تغييرات عميقة في ذهن وتفكير الجانب الألماني، الذي كان غير مباليا – حياديا تمامًا في السابق، المستشار الألماني أولاف شولتس يضغط بالفعل على بوتين، قائلاً إن الحرب لها طابع إمبريالي قوي ويجب الرد عليها وفقًا لذلك. المشكلة في هذا الامر ان عملية التغيير طويلة ومهدده بالانتكاس.

في المستقبل، بعد انتهاء العمليات القتالية، ستكون هناك مفاوضات حقيقية وقرارات مناسبة، وستوفر إجابات على “السؤال الروسي” سيئ السمعة مع كل الظروف التي ستترتب على ذلك.

حاليا ليس لدى الجانب الاوكراني سوى الصمود والقتال دفاعا عن ارضه وإطالة امد الحرب وإيقاع أكبر قدر من الخسائر في الجيش الروسي والتعاون مع الأطراف الداعمة له عسكريا وسياسيا.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *