Російська війна проти України: виснаження та переговори під вогнем критики на тлі змін у міжнародній системі

استنزاف وتفاوض تحت النار في ظل تحولات النظام الدولي

Війна Росії проти України:

استنزاف وتفاوض تحت النار في ظل تحولات النظام الدولي

2\8\2025

تناولت حلقة برنامج “المشهد الدولي” على قناة “تونس الوطنية الأولى” بتاريخ 31 يوليو 2025، واحدة من أخطر الأزمات التي هزت الاستقرار العالمي، وهي Війна Росії проти України.

قدم البرنامج تحليلًا معمقًا لأبعاد الصراع العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، عبر استضافة ثلاثة خبراء من عواصم مختلفة لتقديم صورة شاملة للمشهد، هم:

الدكتور سعيد سلام، مدير Центр стратегічних досліджень Vision (كييف);

الأستاذ فراس المرديني، صحفي متخصص في الشأن الروسي (موسكو)؛

الدكتور بشير الجويني، أستاذ العلاقات الدولية (تونس)

استهل البرنامج بتقرير قدم لمحة عن الحرب التي دخلت عامها الرابع، والتي انطلقت في 24 فبراير 2022 تحت مسمى “العملية العسكرية الخاصة” بهدف “نزع النازية” من أوكرانيا. وأشار التقرير إلى تحول الصراع إلى حرب استنزاف شاملة، حيث فشل الهجوم الأوكراني المضاد في صيف 2023 في تحقيق اختراقات حاسمة.

وتناول التقرير استراتيجيات الطرفين، حيث كثفت Росія هجماتها الجوية على البنية التحتية الأوكرانية، كمنشآت الطاقة والموانئ، وعززت تعاونها العسكري مع حلفاء تقليديين مثل إيران وكوريا الشمالية.

поки اعتمدت Україна بشكل كبير على الدعم الغربي (США, Європейський Союз، بريطانيا، وНімеччина) واستخدمت استراتيجية صاروخية ومسيرات لاستنزاف القوات الروسية.

وفي الجانب الدبلوماسي، لم تنجح جهود الوساطة في التوصل إلى سلام دائم، باستثناء بعض الاتفاقيات المحدودة كالسماح بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود عام 2023. واختتم التقرير بالقول إن ما يجري هو بمثابة “تفاوض تحت النار”، حيث يصر كل طرف على شروطه المسبقة التي يرفضها الطرف الآخر.

Підтверджено الدكتور سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية (كييف) إن التحولات الكبرى التي شهدتها الحرب الروسية على أوكرانيا على مدار أعوامها الثلاثة والنصف الماضية، تفرض قراءة جديدة لطبيعة المواجهات العسكرية الحديثة. فقد دخلت الطائرات المسيرة كعامل مؤثر أحدث تغييرًا جوهريًا في النظرة الاستراتيجية والتكتيكية للحرب الكلاسيكية، وجعلت من المركبات المدرعة والدبابات أهدافًا سهلة، حيث يمكن تدمير دبابة تفوق قيمتها 50 مليون دولار بمسيرة لا تتجاوز تكلفتها 10 آلاف دولار. وقد أدت هذه التكنولوجيا إلى تحول في ساحة المعركة، فالمسيرات تُستخدم الآن لأغراض الاستطلاع والمراقبة، وتوجيه الذخائر المدفعية بدقة عالية، وصولًا إلى استخدامها كطائرات انتحارية فعالة. وفي هذا الإطار، استطاعت القوات الأوكرانية أن تطور قدراتها التكنولوجية في هذا المجال بشكل واسع، حتى أصبحت مرجعية عالمية، وتعمل حاليًا على تطوير طائرات مسيرة بعيدة المدى قادرة على استهداف العمق الروسي، سعيًا للتأثير على قدراته اللوجستية والمالية التي تُمكّن النظام الروسي من مواصلة الحرب. وعلى الرغم من أن أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية المقدمة من حلفائها الغربيين، إلا أن هذه المساعدات غالبًا ما تكون متقطعة وتقتصر على الأجيال القديمة من الأسلحة والذخائر، مما لا يلبي كامل الاحتياجات الأوكرانية.

Україна між війною на виснаження та крахом ядерної енергетики...

كذلك أوضح مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية إن هذه الحرب ليست مجرد صراع إقليمي، بل هي تتويج لمحاولات الهيمنة الروسية على أوكرانيا منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، وقد شهدت بداية التسعينيات مواجهة كادت أن تؤدي إلى حرب نووية. وقد تصاعد هذا النزاع في عام 2014 بغزو شبه جزيرة القرم، وصولًا إلى الغزو الشامل الذي نراه اليوم. وفي هذا السياق، عمدت القوات الروسية إلى استخدام تكتيكات الأرض المحروقة في المدن التي هاجمتها، وتدمير المدن بشكل منهجي كما هو موثق في تقارير وفيديوهات سابقة، مع استمرارها في قصف البنية التحتية والمناطق السكنية المدنية، في محاولة للضغط على الشعب الأوكراني وإخضاعه.

ويجب الإقرار بأن النظام الروسي، وعلى رأسهم الرئيس بوتين، لم يعترف حتى الآن بوجود الدولة الأوكرانية وحق شعبها في الوجود الحر والمستقل. وفي ظل هذه الأجواء، تبرز مهلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اعتبرها الدكتور سلّام تحولًا كبيرًا، كون سياسات ترامب منذ وصولة البيت الأبيض أظهرت عدم وجود فهم عميق للأسباب الحقيقية لهذه الحرب. ويرى أن التهديد بفرض عقوبات على الدول التي تدعم روسيا يمثل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا لها ولحلفائها، ولكن يشكل تحديا أكبر لروسيا وحلفائها. وفي هذا الصدد، أشار إلى تحول مهم في موقف الهند، التي تعد من أكبر الدول المستوردة للنفط الروسي، حيث قررت تقليل وارداتها بشكل كبير والتوجه إلى الشرق الأوسط. وفي المقابل، أشار إلى موقف الصين التي تستمر في تزويد روسيا بالتقنيات ذات الاستخدام المزدوج، حيث صرح وزير خارجيتها بأنهم لا يرغبون في انتهاء الحرب حاليًا حتى يبقى تركيز الولايات المتحدة منصبًا على روسيا.

لذا، فإن الموقف الأوكراني واضح وثابت، حيث ترفض كييف أي تنازلات على سيادتها وسلامة أراضيها بحدود عام 1991 المعترف بها دوليًا، وتعتبر هذه الأمور خطوطًا حمراء لا يمكن التفاوض بشأنها، مؤكدة أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون شاملًا ودائمًا، وليس مجرد محاولة روسية لفرض الاستسلام.

بينما يرى الأستاذ فراس المرديني، الصحفي المتخصص في الشأن الروسي، أن الحديث عن قرب نهاية الحرب في أوكرانيا هو أمر سابق لأوانه، مؤكدًا أن روسيا ليست في عجلة من أمرها لتحقيق حسم عسكري. فالاستراتيجية الروسية، من وجهة نظره، تقوم على البطء المتعمد، ليس عجزًا، بل لتجنب حرب تدميرية شاملة، وهو ما يفسره برغبة موسكو في عدم إلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية الأوكرانية وتجنب خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، لأنها تدرك أنها ستتحمل مسؤولية إعادة الإعمار لاحقًا. وأشار إلى أن هدف الرئيس بوتين هو إقامة “منطقة عازلة” لإبعاد الجيش الأوكراني عن الأراضي الروسية ومنع الهجمات المسيرة، وهو ما يجري العمل عليه حاليًا في مناطق مثل سومي وخاركوف. وفيما يخص حرب المسيرات، يوضح الأستاذ المرديني أنها كشفت عن نقاط ضعف استخباراتية روسية، حيث تمكنت أوكرانيا من تنفيذ عمليات معقدة باستهداف العمق الروسي عبر إطلاق المسيرات من داخل الأراضي الروسية نفسها، واصفًا ذلك بأنه كان “كارثة” للجيش الروسي.

وفي الشأن الداخلي، أكد أن الشارع الروسي منقسم بشأن الحرب، فبينما يرى قسم كبير أنها حرب عبثية، يؤيدها آخرون ويعتقدون أنها كانت خطوة استباقية ضرورية لمواجهة تهديدات الناتو وحماية الناطقين بالروسية في دونباس. وفي رده على تصريحات الرئيس ترامب، يرفض الأستاذ المرديني رفضًا قاطعًا فكرة المهلات الزمنية، معتبرًا أنها تهديدات غير مقبولة وأن روسيا لن تقبل أبدًا أن يملي عليها أي رئيس ما يجب فعله. ويرى أن مثل هذه التصريحات لا تدفع المفاوضات للأمام بل تقتلها. أما على الصعيد الاقتصادي، فيؤكد أن الاقتصاد الروسي صامد ويمكنه الاستمرار لسنوات وعقود قادمة بفضل تعاونه مع حلفاء استراتيجيين مثل الصين والهند وتركيا، بالإضافة إلى شبكة الدعم القوية التي توفرها مجموعة “بريكس”، ونفوذها المتزايد في أفريقيا، مما يمكنها من تجاوز العقوبات الغربية. ويختتم بالتأكيد على أن الولايات المتحدة هي من أشعلت فتيل هذه الأزمة، وليس روسيا وأوكرانيا، من خلال تصريحات مسؤوليها التي تنبأت بالغزو قبل وقوعه.

Україна переосмислює поле бою та з дедалі більшою рішучістю завдає ударів глибоко вглиб Росії.

ومن منظور الدكتور بشير الجويني، أستاذ العلاقات الدولية فإن الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا يتجاوز كونه حربًا بين طرفين، بل هو جزء من منظومة عالمية معقدة، حيث تُدار الفوضى وتستفيد أطراف متعددة من إطالة أمد الحرب. فالمسألة ليست مقتصرة على الإرادة الروسية أو الأوكرانية، بل تشمل الدعم الكبير الذي تقدمه دول حلف الناتو والولايات المتحدة، وهو ما يجعل المشهد معقدًا ومليئًا بالضبابية، خاصة في سياق المنطقة الأوراسية. ويرى الدكتور الجويني أن العالم يشهد تحولات كبرى، حيث توجد قوى صاعدة وأخرى في أفول، وأن الاستراتيجيات والتحالفات تتغير بشكل مستمر. وقد أشار إلى أن دور لاعبين مثل الصين وتركيا كوسيطين يعكس هذه التحولات، فهما يسعيان لتقديم أنفسهما كقوى متوسطة فاعلة في المشهد الدولي وتستفيدان من الوضع القائم.

وفيما يخص التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرى الدكتور الجويني أنها جزء من لعبة سياسية، وأن الإدارة الأمريكية ككل لديها رؤية مختلفة عن رؤية ترامب الشخصية. وأكد أن هذه التغيرات في المواقف ليست غريبة، فموقف الرئيس ترامب نفسه تغير مرات عدة، خاصة بعد المشادة الكلامية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وعلى الرغم من كل هذا التوتر، فإن قنوات الاتصال الأساسية بين القوى الكبرى ما زالت مفتوحة، مثل التعاون الفضائي بين وكالة الفضاء الأمريكية ونظيرتها الروسية، والخط الساخن بين القيادات العسكرية العليا، وهو ما يعكس وجود إرث دبلوماسي من حقبة الحرب الباردة.

وفي الشق الاقتصادي، أشار إلى أن العقوبات قد لا تكون أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد الروسي كما كان متوقعًا، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في إمكانية فرض عقوبات ثانوية على الدول المتعاونة مع روسيا، مما قد يسبب انعكاسات خطيرة على النظام الاقتصادي العالمي. وأكد على أن مجموعة البريكس، ورغم كونها ثقلاً دبلوماسياً واقتصادياً هاماً، إلا أن بعض دولها مثل الهند والبرازيل، لن تتمكن من فك ارتباطها السياسي والاستراتيجي بالولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل. ويخلص الدكتور الجويني إلى أن السؤال الأهم هو من المستفيد من استدامة هذا الصراع، وأن مواقف روسيا والغرب تعكس رؤيتين مختلفتين للعلاقات الدولية، وأن الفصول القادمة من هذه الأزمة هي وحدها التي ستكشف ما إذا كانت التصريحات القوية ستتبعها أفعال حقيقية.

في الختام، تتفق آراء الضيوف على أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد تحولت إلى صراع دولي معقد، وأن نهايتها ليست في الأفق القريب، وأن مستقبلها يعتمد على تغيرات استراتيجية ودبلوماسية واقتصادية تتجاوز بكثير حدود ساحة المعركة.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *