Переговори між Україною та Росією у Стамбулі – оцінка можливостей та викликів

المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول

المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول

تقييم للفرص والتحديات

مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية

Доктор Саїд Саллам - директор Vision Center for Strategic Studies

15\5\2025

في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، تركز الأنظار اليوم 15 مايو 2025 على مدينة إسطنبول التي تستضيف محادثات مباشرة محتملة بين ممثلي الطرفين. تُعد هذه الجولة المقترحة، وهي الأولى من نوعها على مستوى مباشر منذ أكثر من ثلاث سنوات، محاولة متجددة لاستكشاف إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب. تأتي هذه الجهود في سياق جيوسياسي وعسكري بالغ التعقيد، يتسم بتطورات ميدانية متسارعة، لا سيما في إقليم خاركوف وجبهات الشرق، وتكثيف للهجمات الجوية المتبادلة، فضلاً عن تبادل حاد للخطاب السياسي بين العواصم المعنية. يهدف هذا المقال إلى تقديم تحليل استراتيجي شامل للموقف الراهن، مستندًا إلى رصد واسع للمصادر المفتوحة والبيانات الرسمية وتحليل متعمق للمواقف المعلنة وديناميكيات الصراع، بغرض تقييم الفرص المتاحة والتحديات الجسيمة التي تواجه مسار التسوية المحتمل وتداعياتها الاستراتيجية.

  1. التطورات الدبلوماسية والسياق السياسي المؤدي إلى محادثات إسطنبول

تأتي جولة إسطنبول المقترحة في أعقاب فترة من الجمود الدبلوماسي النسبي على المسار المباشر، تخللتها مبادرات وساطة متعددة الأطراف وضغوط دولية متزايدة. اتسمت الفترة التي سبقت 15 مايو 2025 بحراك دبلوماسي متكثف على محاور مختلفة:

  • المبادرة الروسية للدعوة للمفاوضات: في فجر 11 مايو 2025، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استئناف الحوار المباشر في إسطنبول “دون شروط مسبقة”. أكدت موسكو أن الهدف من ذلك هو تحقيق “سلام دائم” يعالج، من وجهة نظرها، “جذور النزاع”.
  • السياق المباشر للضغط الدولي: مبادرة الرئيس بوتين جاءت في سياق ضغوط غربية متزايدة، حيث كان قادة من الولايات المتحدة وأوروبا (بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبولندا) يلوحون بفرض عقوبات جديدة “قاسية” و “تكسر العظام” (حسب وصف السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام) إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً. يُنظر إلى اقتراح بوتين للمحادثات المباشرة في إسطنبول على أنه رد فعل يهدف إلى تجنب أو تأجيل هذه العقوبات والظهور بمظهر المستعد للحوار.
  • موقف أوكرانيا الأولي وتحدي القيادة: أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 11 مايو 2025 استعداده لحضور المفاوضات شخصياً في إسطنبول، مشترطاً هدنة شاملة لمدة 30 يوماً كشرط أساسي، ومعبراً عن استعداده لمواجهة الرئيس بوتين وجهاً لوجه.
  • تغيير مستوى التمثيل الروسي والشكوك المثارة: أكد الكرملين في 14 مايو أن الرئيس بوتين لن يشارك شخصياً، بل سيفوض وفداً برئاسة مساعده فلاديمير ميدينسكي، الذي قاد الوفد الروسي في محادثات 2022 الفاشلة. يضم الوفد أيضاً نائبي وزير الخارجية والدفاع (ميخائيل غالوزين وألكسندر فومين). أثار غياب بوتين وتفويض الوفد تساؤلات جدية في كييف والعواصم الغربية حول مستوى الجدية الروسية في تحقيق اختراق حقيقي.
  • تحركات الوساطة والترقب: أفادت التقارير الإعلامية عن قلق أوكراني بشأن مستوى التمثيل الروسي، واقتراحات تركية لتوسيع آلية الوساطة لتشمل ضمانات أمنية مؤقتة.

  1. مواقف الأطراف المعنية الرئيسية والخطاب السياسي المتأزم

تعكس مواقف الدول والجهات الفاعلة تباينات عميقة حول مسار وحصيلة المفاوضات، وقد تفاقمت حدة الخطاب السياسي العلني في يوم بدء المحادثات المفترضة:

  • أوكرانيا: ترى كييف أن المفاوضات فرصة لتعزيز موقفها الدبلوماسي، لكنها متشككة للغاية في النوايا الروسية في ظل استمرار العمليات العسكرية. المطالب الأساسية تبقى ثابتة: ضمان السيادة ووحدة الأراضي، والانسحاب الكامل للقوات الروسية من كافة الأراضي المحتلة (بما في ذلك القرم)، وضمانات أمنية دولية صلبة. شدد الرئيس زيلينسكي على ضرورة هدنة شاملة لمدة 30 يوماً كشرط أساسي. في تصريحات حادة من أنقرة قبيل المحادثات، وصف الرئيس زيلينسكي الوفد الروسي بأنه “وهمي” أو “مجرد ديكور” بسبب غياب الرئيس بوتين، معبراً عن خيبة أمله في مستوى التمثيل الروسي ونوايا موسكو. على الرغم من هذه التحفظات، قررت أوكرانيا إرسال وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، يضم ممثلين عن مكتب الرئيس، الخارجية، الجيش والاستخبارات، مما يدل على جدية أوكرانيا في الانخراط بالحوار احتراماً لدعوات الشركاء الدوليين (مثل الولايات المتحدة وتركيا والرئيس ترامب) وسعياً لتحقيق هدنة. في رد فعل على التصريحات الروسية الحادة (المذكورة أدناه)، وصفت وزارة الخارجية الأوكرانية نظيرتها الروسية بأنها “أضحوكة”، مشيرة إلى أن دورها يقتصر على “النباح من موسكو”، ومؤكدة أن الوزارة لا تقود الوفد الروسي كما جرت العادة. أقر زيلينسكي سابقاً بأن استعادة بعض الأراضي قد لا تتحقق إلا عبر الوسائل الدبلوماسية، مما يشير إلى إدراك بالواقعية السياسية رغم التمسك بالمبادئ.
  • روسيا: تتمسك موسكو بشروط تفاوضية تستند إلى إطار محادثات إسطنبول عام 2022، بما في ذلك حياد أوكرانيا ونزع سلاحها جزئياً (و”تطهير أوكرانيا من النازية” ونزع السلاح كـ “أسباب جذرية للصراع”). تعتبر روسيا المفاوضات وسيلة لتثبيت واقع السيطرة على المناطق التي ضمتها أو تسيطر عليها عسكرياً، وترفض ما تسميه “شروط الاستسلام” أو “الإنذارات” الغربية. في 15 مايو 2025، اتسم الخطاب الرسمي الروسي بحدة بالغة تجاه القيادة الأوكرانية، مما عكس مستوى عميقاً من العداء. وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الرئيس زيلينسكي بأنه “دمية”، “مهرج”، و”خاسر” رداً على انتقاداته للوفد الروسي. كما أكدت زاخاروفا أن موقف روسيا التفاوضي قد “تطور ليعكس الوضع على الأرض”، مشيرة إلى مزاعم الجيش الروسي بالسيطرة على مناطق جديدة في دونيتسك كدليل على ذلك (“هذه هي التغييرات بالنسبة لكم”). وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، طلب الرئيس زيلينسكي من الرئيس بوتين الحضور شخصياً بأنه “مثير للشفقة”. تشير موسكو إلى أن شروط بروتوكولات إسطنبول 2022 كانت ستسمح لأوكرانيا بالاحتفاظ بجزء من دونباس لو تم تطبيقها آنذاك، مما يوحي بأن مطالبها الحالية قد تكون أعلى. أعلن رئيس الوفد الروسي ميدينسكي أن لديه “توجيهات واضحة من بوتين” وهو “مستعد لتقديم تنازلات ممكنة”، لكن هذا يتناقض ظاهرياً مع التمسك بالأهداف القصوى والربط الصريح بين الموقف التفاوضي والمكاسب الميدانية.
  • الولايات المتحدة: تدعم واشنطن جهود إنهاء الحرب دبلوماسياً، وتحديداً مقترح هدنة الـ 30 يوماً الذي قدمته إدارة الرئيس ترامب. أكد وزير الخارجية ماركو روبيو على انفتاح الولايات المتحدة على “أي آلية بناءة” لإنهاء الحرب، مشدداً على عدم وجود “حل عسكري” ممكن. تتواجد شخصيات أمريكية رفيعة المستوى (مثل روبيو والسيناتور ليندسي غراهام) في تركيا، وقد أجرى وزير الخارجية الأوكراني تنسيقاً مباشراً معهم. أبدى الرئيس ترامب شخصياً اهتماماً بالمحادثات، مشيراً إلى استعداده للسفر إلى إسطنبول في 16 مايو إذا اقتضت الظروف، وعلق لاحقا أنه “إذا لم أذهب، فلن يأتي بوتين – وكنت على حق”. وتبقى تقارير عن خطة ترامب المحتملة التي قد تشمل الاعتراف بضم القرم مقابل تجميد القتال مثار قلق في كييف.
  • الاتحاد الأوروبي: يدعم الاتحاد الأوروبي الدعوات لهدنة فورية (مثل مقترح الـ 30 يوماً الذي دعمه قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة)، وربط المسار التفاوضي بالتهديد بفرض عقوبات إضافية على قطاعي الطاقة والبنوك الروسية في حال فشل المحادثات. تبرز مخاوف داخل الاتحاد ومراكز الأبحاث المرتبطة به من أن صيغ الاتفاقيات السابقة (مثل إسطنبول 2022) قد تحمل بنوداً تقوض قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها مستقبلاً بسبب قيودها الصارمة على القدرات الدفاعية، مما يهدد سيادتها على المدى الطويل.
  • تركيا: تواصل أنقرة لعب دور الوسيط “جسر السلام” بين الطرفين، مؤكدة على أهمية الحوار المباشر واستعدادها لاستضافة الأطراف على أعلى مستوى. يسعى الرئيس أردوغان ومسؤولون أتراك لتوفير “مخرج مشرف” لكلا الجانبين، مستندين إلى نجاحات وساطة سابقة (مثل اتفاقية الحبوب). أشارت مصادر تركية إلى أن أنقرة مستعدة للنظر في نشر قوات مراقبة محايدة أو العمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة كضامن لأي اتفاق يتم التوصل إليه، رغم الإدراك بأن القضايا الخلافية الأساسية (مثل وضع القرم ودونباس) لا تزال تشكل عقبات كبرى.
  • الصين: تلتزم بكين بموقف يدعو إلى “حل سلمي شامل ومتوازن للنزاع”، مع التأكيد على مخاطر التصعيد على الاقتصاد العالمي. لم تقدم الصين مبادرات وساطة مستقلة ومحددة، وتفضل على ما يبدو الحفاظ على قنوات اتصال غير مباشرة مع الأطراف المعنية. تعكس التغطية الإعلامية الصينية الحذرة نسبيًا للمفاوضات المقترحة تحفظ بكين بشأن الانخراط المباشر العميق في تفاصيل التسوية.

Поглиблений аналіз результатів американо-українсько-російських «ер-ріадських переговорів»

جدول مقارنة الأهداف المعلنة لمحادثات السلام في إسطنبول (حسب التصريحات المعلنة في 15 مايو 2025)

мета Росія Україна
الهدف الأساسي سلام دائم من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع وقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يومًا كنقطة انطلاق للمفاوضات
الأسباب الجذرية “نزع السلاح”، “تطهير أوكرانيا من النازية” لا تعترف بهذه المصطلحات كأسباب جذرية، تركز على العدوان الروسي
القضايا الإقليمية تنازل أوكرانيا عن الأراضي المحتلة والانسحاب من مناطق معينة؛ يعكس الموقف “الوضع على الأرض” رفض الاعتراف بالأراضي المحتلة كأراض روسية؛ السعي لاستعادة الأراضي عبر الدبلوماسية أو وسائل أخرى
حضور القيادة بوتين غير حاضر شخصياً؛ الوفد برئاسة ميدينسكي زيلينسكي حاضر مبدئياً؛ الوفد برئاسة وزير الدفاع
نظرة إلى المفاوضات استمرار لمحادثات إسطنبول 2022؛ استعداد للتنازلات (بشروط مقيدة ومرتبطة بالواقع الميداني) أول محادثات مباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ السعي لخفض التصعيد وتحقيق هدنة
الخطاب السياسي وصف حاد ومسيء للقيادة الأوكرانية (مهرج، دمية، مثير للشفقة) وصف الوفد الروسي بـ”الوهمي”؛ وصف الخارجية الروسية بـ”أضحوكة”
  1. السياق الميداني والعسكري (حتى لحظة إعداد التحليل – 15 مايو 2025)

تتزامن الجهود الدبلوماسية مع استمرار العمليات العسكرية المكثفة على عدة جبهات، مما يؤثر بشكل مباشر على أجواء المفاوضات ويحدد ميزان القوى التفاوضي. يشير ربط روسيا الصريح بين موقفها التفاوضي و”الوضع على الأرض” إلى الأهمية الاستراتيجية للعمليات العسكرية الجارية:

  • الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا: شهدت ليلة 15 مايو 2025 تصعيداً جديدا بواحدة من الهجمات الروسية الواسعة باستخدام الطائرات المسيرة الهجومية (110 مسيرة من نوع شاهد وأنواع أخرى)، أعلنت أوكرانيا عن إسقاط الدفاعات الجوية الأوكرانية لـ 91 منها. استهدفت الهجمات مناطق وبنى تحتية مدنية متعددة شملت سومي، ودنيبروبيتروفسك، وبولتافا، وكييف، وإيفانو فرانكيفسك. بالإضافة إلى ذلك، تسببت هجمات صاروخية روسية في وقت مبكر من صباح 15 مايو في سقوط ضحايا مدنيين (12 قتيلاً و30 مصاباً حسب البيانات الأولية). يشير استمرار القصف الجوي والمدفعي على طول خطوط التماس إلى عدم وجود رغبة روسية في خفض التصعيد الميداني بشكل كبير قبيل أو خلال المحادثات، مما يثير شكوكاً أوكرانية ودولية حول النوايا المعلنة للسلام.
  • الجبهات البرية الرئيسية:

– خاركوف: تتواصل العمليات الهجومية الروسية النشطة في المناطق الحدودية شمالي مدينة خاركوف، حيث تسعى القوات الروسية لتثبيت وتوسيع المكاسب الموضعية التي حققتها منذ بدء هجومها في 10 مايو 2025. أسفرت هذه العمليات عن سقوط ضحايا مدنيين (إصابة 46 مدنياً في هجوم 3 مايو). تدور معارك عنيفة للسيطرة على القرى والمواقع الاستراتيجية، بينما تحاول القوات الأوكرانية تعزيز خطوط دفاعها واستقدام تعزيزات إلى المنطقة.

– دونيتسك ولوغانسك: لا تزال هذه الأقاليم تشهد أعنف المعارك على طول خط الجبهة الشرقية. تتركز الجهود الهجومية الروسية الرئيسية على محاور تشاسيف يار ومحيط توريسك وبوكروفسك، مع محاولات مستمرة للتقدم باتجاه الغرب وتعميق الاختراقات على طول خط الجبهة. تصف التقارير الواردة القتال بأنه “مضنٍ” و”مكلف” للطرفين، مع تغييرات تدريجية ومحدودة في خطوط التماس في بعض المناطق، على الرغم من تأكيد روسيا على سيطرتها على مناطق إضافية (مثل نوفوألكساندروفكا وتوريسك في دونيتسك حسب زاخاروفا).

– زابوروجيا وخيرسون: تستمر المعارك الموضعية وتبادل القصف المدفعي والجوي على طول خط التماس في زابوروجيا، وعلى جانبي نهر دنيبرو في خيرسون. لم تشهد هذه الجبهات تغييرات كبيرة في السيطرة الميدانية خلال الأسابيع القليلة الماضية مقارنة بجبهات الشرق والشمال الشرقي، وتتسم العمليات فيها بطابع حرب الاستنزاف والمناورات التكتيكية المحدودة.

  • العمليات العسكرية الأوكرانية داخل الحدود الروسية (بيلغورود وكورسك): أفادت السلطات الروسية في إقليمي بيلغورود وكورسك عن استمرار تعرض المناطق الحدودية للقصف المدفعي والجوي الأوكراني، لا سيما باستخدام الطائرات المسيرة الهجومية. تشير التقارير إلى استهداف بنى تحتية للطاقة ومنشآت عسكرية ومواقع في العمق النسبي للمناطق الحدودية. تعكس هذه العمليات محاولة أوكرانية للضغط على العمق الروسي وإجبار موسكو على إعادة توزيع مواردها العسكرية، وتضاف إلى تعقيد المشهد الأمني العام.

Між ініціативою та маневром: аналітичне прочитання російської трансформації та миролюбного тиску США у війні проти України

  1. التحديات الاستراتيجية الرئيسية التي تواجه المفاوضات

تواجه جولة مفاوضات إسطنبول المحتملة تحديات استراتيجية وجوهرية تجعل فرص تحقيق اختراق كبير نحو السلام الدائم محدودة للغاية في هذه المرحلة:

  • الفجوة العميقة بين المواقف الأساسية: تبقى المطالب الأساسية لأوكرانيا (الانسحاب الكامل، السيادة، الضمانات الأمنية) بعيدة كل البعد عن الشروط الروسية (تثبيت الواقع القائم، نزع السلاح، الحياد، معالجة “الأسباب الجذرية” بشروط روسية). هذه الفجوة تمثل عقبة هيكلية رئيسية.
  • غياب الثقة والعداء العميق: تؤكد التصريحات الحادة والمسيئة الصادرة عن مسؤولين روس بارزين في يوم المفاوضات نفسه على مستوى متدنٍ للغاية من الثقة والاحترام المتبادل على أعلى المستويات. هذا العداء العميق، إلى جانب الشكوك الأوكرانية المستمرة في النوايا الروسية بسبب استمرار وتصعيد الهجمات، يجعل بناء جسور التفاهم والحوار البناء أمراً بالغ الصعوبة.
  • الارتباط الصريح بين التفاوض والواقع الميداني: تأكيد روسيا على أن موقفها التفاوضي يتغير بناءً على “الوضع على الأرض” يعني أن أي تقدم دبلوماسي يظل رهينة للنجاحات أو الإخفاقات العسكرية. هذا يخلق حافزاً للاستمرار في القتال لتحسين الموقع التفاوضي، بدلاً من السعي الصادق لوقف الأعمال العدائية.
  • مستوى التمثيل الروسي: غياب الرئيس بوتين شخصياً، على الرغم من إرسال وفد يعتبره رفيعا، يُنظر إليه كدلالة على أن موسكو ليست مستعدة بعد لاتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة بشأن إنهاء الصراع، وأن الوفد قد يكون مكلّفاً فقط باستكشاف المواقف أو إدارة الأزمة بدلاً من التفاوض على اتفاق شامل.
  • الانقسام الدولي وتضارب المصالح: على الرغم من الإجماع العام على ضرورة السلام، تختلف مقاربات القوى الدولية الكبرى بشأن كيفية ممارسة الضغط على روسيا وشروط أي تسوية مقبولة. هذا التباين قد يضعف فعالية أي وساطة ويسمح لروسيا باستغلال هذه الاختلافات.
  • السياق التاريخي للفشل: الفشل المتكرر لمحاولات السلام السابقة، بما في ذلك محادثات إسطنبول عام 2022، يضيف طبقة من الشكوك حول إمكانية نجاح هذه الجولة في تجاوز القضايا العالقة التي أعاقت التقدم سابقاً.
  1. التقدير السياسي

بناءً على التحليل المعمق لكافة المعطيات المتاحة حتى 15 مايو 2025، بما في ذلك الخطاب الرسمي الحاد والسياق الميداني المتوتر وديناميكيات الوساطة الدولية، يمكن الوصول الى ما يلي:

  • طبيعة المحادثات: من المرجح أن تمثل محادثات إسطنبول في هذه المرحلة محاولة لاستكشاف إمكانية إدارة الصراع وتحديد الخطوط الحمراء وتوصيل الرسائل، وقد تكون وسيلة لروسيا لتخفيف الضغط الدولي وكسب الوقت، أكثر من كونها نقطة انطلاق مؤكدة نحو تسوية شاملة للنزاع بشروط مقبولة للطرفين والمجتمع الدولي. يؤكد غياب القيادة العليا الروسية، والخطاب السياسي العدائي، والربط الصريح بين التفاوض والمكاسب الميدانية، أن موسكو لا تمتلك الإرادة السياسية الكاملة للتوصل إلى اتفاق سلام دائم في الوقت الراهن بشروط لا تفرضها هي.
  • احتمالات النتائج: يبدو اتفاق السلام الشامل، الذي يلبي المطالب الأساسية لكلا الطرفين، مستبعداً للغاية نظراً للفجوة العميقة في المواقف ومستوى انعدام الثقة الواضح. السيناريو الأكثر واقعية، وإن كان لا يزال محفوفاً بالتحديات الهائلة، هو السعي نحو هدنة مؤقتة أو وقف إطلاق نار محدود وهش لأسباب تكتيكية أو إنسانية أو بوساطة دولية مكثفة. حتى هذا السيناريو يتطلب قدراً من المرونة غير الواضحة حالياً. البديل الأكثر ترجيحاً في حال عدم تحقيق هدنة سريعة هو فشل المحادثات واستمرار أو تصعيد القتال على مختلف الجبهات، حيث يسعى كل طرف لتحسين موقفه الميداني قبل أي جولة تفاوضية مستقبلية جدية.
  • العوامل المؤثرة الحاسمة: يتوقف مسار النزاع ونتائج أي مفاوضات مستقبلية بشكل كبير على التطورات الميدانية وقدرة كل طرف على تحقيق أو صد التقدم العسكري (خاصة في خاركوف وجبهات الشرق). كما أن مستوى ونوعية الانخراط الأمريكي ودوره كوسيط أو ضاغط، ودرجة التنسيق والضغط المنسق من قبل الحلفاء الأوروبيين وتركيا، سيكون لهما تأثير مباشر. وأخيراً، فإن التطورات الداخلية في روسيا وأوكرانيا، ومدى قدرة القيادات على اتخاذ قرارات صعبة في ظل الضغوط، ستكون عوامل حاسمة.
  • الأهمية الاستراتيجية للجولة: تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذه الجولة، حتى لو لم تسفر عن اتفاق نهائي فوري، في كونها توفر مؤشرات حاسمة حول النوايا الحقيقية للأطراف ومستوى استعدادها لتقديم تنازلات. كما أنها تفتح قنوات اتصال قد تكون ضرورية لإدارة الأزمات أو التهدئة في المستقبل. تمثل الجولة أيضاً اختباراً لفعالية الوساطة التركية وقدرة القوى الدولية الأخرى على التأثير في ديناميكيات النزاع.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *