التداعيات المحتملة لتفجير محطة توليد كهرباء كاخوفكا من قبل روسيا

د. سعيد سلّام

26/10/2022

أصبح معروفا للسلطات الاوكرانية عن تلغيم محطة كاخوفكا الكهرمائية لتوليد الكهرباء من قبل القوات الروسية. حيث المحت المصادر الروسية عن نية تفجير المحطة، وهذا يهدد بكارثة صناعية-بيئية في الروافد السفلى لنهر دنيبر.

وكما هو معروف فإن محطة كاخوفكا الكهرمائية تضمن تنظيم التدفق المائي لنهر دنيبر لإمدادات الطاقة والري وإمدادات المياه في المناطق القاحلة في جنوب أوكرانيا، والملاحة من خيرسون إلى زابوروجيا، و تبلغ حاليا قدرة انتاج الكهرباء في المحطة 334.8 ميجاوات.

كما يجب أن يكون معلوما فإن السلطات الاوكرانية ليس لديها مخططات لتدمير محطة كاخوفكا الكهرمائية لانها تخدم المصالح القومية لأوكرانيا ناهيك عن النتائج المدمرة لذلك. وعلينا الإدراك أن روسيا، هي التي احتلت محطة كاخوفكا الكهرمائية منذ بداية الحرب، وهي المسؤولة وحدها عن جميع الاستفزازات المحتملة هناك؛

التداعيات المتحملة لتفجير السد:

  • تفجير السد سيُغرِق أكثر من 80 بلدة، بما في ذلك خيرسون، وسيتضرر مئات الآلاف من الناس.
  • كما أن تفجير محطة كاخوفكا الكهرمائية يمكن أن يترك محطة زابروجيا النووية بدون تبريد، مما يعرض المنطقة لكارثة نووية أيضًا.
  • سيؤدي إيقاف تشغيل محطة كاخوفكا الكهرمائية إلى إيقاف إمدادات المياه عبر قناة شمال القرم، مما يقوض دعاية الكرملين حول “الاهتمام بشعب القرم” وقد يعني أن الروس مستعدون للانسحاب من شبه جزيرة القرم المحتلة.
  • التلميحات حول إمكانية تدمير محطة كاخوفكا الكهرمائية هي ابتزاز آخر في سلسلة الابتزاز الروسي لأوكرانيا والعالم: النووي، الغاز، الحبوب، إلخ؛

لهذا فإن التهديدات بتفجير محطة كاخوفكا الكهرمائية هي نتيجة تعكس عجز الجيش الروسي، وإدراكه استحالة البقاء على الضفة اليمنى (الغربية) لنهر دنيبر؛ حيث تهدف القوات الروسية الى إغراق الإقليم لوقف هجوم أوكرانيا المضاد والتغطية على انسحابها، بالاضافة الى تهجير السكان عنوة الى الاراضي الروسية.

وفي سياق متصل نجد أنه من خلال الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الانتحارية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، أثبت الكرملين أنه لا يهتم على الإطلاق بحياة السكان المدنيين، وأن إحداث كارثة إنسانية في أوكرانيا هو أحد اهدافه في هذه المرحلة من الحرب؛ لذا فإن تفجير القوات الروسية لمحطة كاخوفكا الكهرمائية هو بمثابة استخدام لأسلحة الدمار الشامل، ويجب على العالم التعامل معها والرد عليها بهذه الطريقة.

بالمقابل فإن الجانب الاوكراني يراقب الاوضاع هناك عن كثب حيث في 20 أكتوبر، تم الاعلان رسميا من قبل السلطات الاوكرانية عن تفخيخ محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية من قبل القوات الروسية، وأشار الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى أن تدمير السد يعني كارثة واسعة النطاق. ووفقًا لدانيلوف، سكرتير مجلس الامن القومي الاوكراني، فإن أوكرانيا مستعدة لأي سيناريو في محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية. و اضاف انه إذا تم تفجير محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية، فستترك شبه جزيرة القرم بدون إمدادات المياه لمدة 10-15 عامًا، وربما إلى الأبد.

ومن ناحية اخرى فان تفجير السد واغراق المنطقة لن يكون له فائدة عسكرية كبيرة بالنسبة للقوات الروسية حيث لن يوقف تقدم القوات الاوكرانية، لكن من شأنه أن يبطئ الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية لمدة أسبوعين فقط، حسب رئيس مديرية المخابرات، كيريل بودانوف.

وهنا يجب التنويه بأن الخبراء يشيرون إلى أنه اذا حدث تفجير للسد فإن الفيضانات ستصيب الضفة اليسرى (الشرقية) لإقليم خيرسون. والآن يحاول الجيش الروسي والمتعاونون معه نقل المدنيين من الضفة اليمنى لنهر دنيبر إلى ذلك المكان – ربما من أجل إلقاء اللوم لاحقًا على أوكرانيا في العدد الأكبر من الضحايا.

  • يجب التذكير أن محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية تم بناؤها خلال “الحرب الباردة” وتم تصميمها لتحمل استخدام الأسلحة النووية. فقط ضربة مباشرة على السد يمكن أن تدمر المحطة. في وقت مبكر من 8 أغسطس ، تم تعطيل الجسر الموجود في سد المحطة عبر استهدافه بواسطة الراجمات الامريكية HIMARS، ولا يزال من غير الممكن استخدامه لنقل المعدات العسكرية. لكن ليس من السهل تعطيل السد نفسه، حتى باستخدام ضربة نووية.
  • لكن التهديد لا يمكن تجاهله تمامًا أيضًا. القوات الروسية قادرة أن تحدث انفجاراً، وتحت غطاءه تقوم بفتح كل بوابات الفيضانات الثمانية والعشرين، مما سيؤدي إلى حدوث فيضانات كبيرة.
  • أوضح فولوديمير مولتشانوف، الخبير في مركز البحر الأسود للبحوث السياسية والاجتماعية، أنه في حالة تدمير بوابة القفل العلوي، فإن تسونامي بطول ستة عشر مترًا (وهو ارتفاع سد كاخوفكا) سيذهب مباشرة عبر قناة طولها 20 مترا إلى السد ويجرفه بعيدًا. سيبدأ الماء في الانخفاض، لأن نهر دنيبر أوسع من قناة السد. سيكون ارتفاع الموجة حوالي 2.5 متر وستضرب شاطئ نوفايا كاخوفكا في منطقة الأعمدة الكهربائية، حيث تمر إلى المحطة الفرعية. لا يوجد سكن هناك. فقط مساحات خضراء. لن يتضرر الناس ولا ممتلكاتهم ، لأنهم ليسوا هناك جسديًا، ثم ستذهب الموجة، وتتناقص في الارتفاع. “موجة المياه” ستدمر المعابر التي بناها الروس وستغرق جزئيًا منازل بعض القرى الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر.
  • توقع المتخصصون في “مركز تحليل نظم المعلومات الجغرافية” بتكليف من خدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا أنه في المنطقة المسطحة، وهي منطقة اقليم خيرسون، نتيجة لخرق مؤقت لسد كاخوفكا، ستغرق المياه الإقليم بشكل كامل. ستغرق مدينة أوليشكي، وهي على الضفة اليسرى لنهر دنيبر، مقابل خيرسون، ستغرق بعض الجزر والقرى. ستعاني نوفا كاخوفكا قليلاً – تم بناء المدينة مع الأخذ في الاعتبار وقوع حادث محتمل في محطة الطاقة الكهرومائية. سيكون الحد الأقصى لارتفاع المياه في منطقة خيرسون (الواقعة على الضفة العالية لنهر دنيبر) 1.5 متر كحد أقصى في الجزء السفلي منه. وسيحدث ذلك في اليوم الثاني. من الناحية النسبية، في أسوأ الأحوال، سيكون كل شيء مثل فيضان الربيع القوي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *