في مضمون معركة “طوفان الأقصى”

في مضمون معركة “طوفان الأقصى”

محسن أبو رمضان – كاتب فلسطيني

نقلا عن موقع الملتقى الفلسطيني

11/10/2023

كتبت العديد من المقالات تجاه التكتيك الذي مارسته كتائب المقاومة من ناحية التدريب والإعداد والتخطيط والعبور في إطار عنصر المفاجأة والصدمة والفشل الذي حل بالمؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال.
وبالوقت الذي يتفق الجميع علي ماتقدم بوصفة حدثا نوعيا فريدا يشبة صدمة حرب أكتوبر 1973 وذلك من ناحية التموية والهجوم والاختراق الا انه من الهام الذهاب الى مضمون ما حدث .
ان ما حدث يعكس ارادة شعب ينشد الحرية والكرامة ويرفض الظلم والاضهاد .
تبنت حكومة اليمين الفاشية خطة الحسم وقامت بالتنكيل بالاسرى وسحب مكتسباتهم وشجعت المجموعات اليهودية والاستيطانية بالهجوم على قرى ومخيمات الضفة الغربية وطالب سموترتيش بحرق حوارة ووضع خريطة الاردن ورائه في لقاء صحفي تم معه في باريس وادعى ان الشعب الفلسطيني ليس اكثر من اختراع وقام نتنياهو بعرض خريطة أسماها إسرائيل تضم الضفة والقدس والقطاع بمعنى محو ايه معالم جغرافية لما تبقى من الشعب الفلسطيني والعمل على طمس وجوده. كما استمر العدوان على المسجد الاقصى لتقسيمه زمانيا ومكانيا .
تتجاهل دولة الاحتلال وجود الشعب الفلسطيني وتنكر عليه الحد الادنى من حقوقه وتبنت قانون القومية العنصري عام 2018 وتزجه في معازل وبانتوستانات وتنشر الجريمة بين فلسطيني الداخل وتستمر بفرض الحصار على قطاع غزة والذي يعتبر عقابا جماعيا.
ان عملية طوفان الاقصى جاءت لتؤكد اصرار الشعب الفلسطيني على النضال والمقاومة من أجل حقوقة وان شعارات تقليص الصراع والسلام الاقتصادي وتحسين حياة الفلسطينين لن تجدي نفعا أمام شعب متأصل وله جذور تاريخية بارض وطنه التي سلبها المشروع الاستعماري الصهيوني بأدوات القمع والبطش والإرهاب .
اعتقدت حكومة اليمين الفاشية ان الوقت أصبح متاحا لاستكمال تنفيذ المشروع الصهيوني عبر القمع والتنكيل والاعتقالات والتوغلات والاعدامات الميدانية وتهويد القدس والامعان بالحصار والعدوان على قطاع غزة.
لقد ظنت حكومة الاحتلال الفاشية ان الدفع بمسار التطبيع سيعمل على عزل وتهميش القضية الفلسطينية والاستفراد بشعبنا ووضع خيار السلام الاقتصادي كخيار وحيد امامة دون حقه في تقرير المصير الذي يقرة القانون الدولي.


جاءت معركة طوفان الاقصي لترد على كل الرهانات العبثية تجاة شعبنا والتي كانت ترمي الى تقديم المطالب الاقتصادية والمعيشية على المطالب والحقوق الوطنية .
ان التنكر لحقوق شعبنا والاستخفاف بها عززته سياسة ازدواجية المعايير بالمقارنة بين اوكرانيا وفلسطين وتواطؤ المجتمع الدولي والسماح لدولة الاحتلال بالتنكيل والبطش بشعبنا.
راهنت دولة الاحتلال على عملية التجزئة والتفتيت الجغرافية والديموغرافية مابين غزة والضفة والداخل وعزل القدس وإلهاء كل تجمع في خصوصيته ومتطلباته الخاصة دون الانتماء لهوية وطنية موحدة وجامعة .
تؤكد معركة طوفان الاقصى ان الصراع مع المشروع الصهيوني مستمر ولن ينتهي الا بضمان حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *