لماذا تغيب الكاريزما القيادية الجاذبة والمؤثرة عن المشهد القيادي الفلسطيني الحالي ؟؟؟

لماذا تغيب الكاريزما القيادية الجاذبة والمؤثرة عن المشهد القيادي الفلسطيني الحالي ؟؟؟

 وديع ابوهاني – اعلامي فلسطيني

6/2/2023

 

غياب الرموز الفلسطينية والرمزية المؤثرة تضعف الروح المعنويه والقوة الدافعة للشعب الفلسطيني..

انكسار الصورة للقيادة كانت نتيجة لممارسات قيادية غريبة عن قيم وأخلاق شعبنا ..

في هذه المرحلة غياب القائد الكريزما ظاهرة تسيطر على المشهد القيادي الفلسطيني بشكل عام.

القيادات الفلسطينية التاريخية صنعت في ميدان المعركة واستحقت القابها النضالية بفعل تراكم كفاحي وحضور شعبي.

شعور ينتاب عامة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجه التي يعيشها الكفاح الوطني الفلسطيني..
يزداد هذا الفراغ ويتسع بغياب الوحده الوطنية وكبح القيادات الكفؤة للوصول للمواقع القيادية والمجتمعية .
وبسبب سيادة الفردية يغيب الفعل والعقل الجماعي.
الذي يقود الشعب الفلسطيني.

ففي مراحل تاريخية سابقة ورغم أية خلافات سياسية أو أيدولوجية أو فئوية وتنظيمية .
كان يمتلك الشعب الفلسطيني ويقوده العديد الرموز الوطنية والقيادات الاستثنائية التي كانت تحظى بإجماع وحضور شعبي قل مثيله في ثورات العالم. وصفات للقائد (بمعزل عن رتبته وموقعه وانتماءه ) كانت تشكل قوة مثل وقدوة في السلوك والممارسة لهؤلاء ،وهي جزء من القيم الكفاحية والاخلاقية الثورية التي يجب ان تلازم أي قائد ..
إنه زمن الفدائي الجميل والمشتبك
الذي كان يشعر به ويعيشه الفلسطيني في خضم المعركة وفي كافة المجالات الوطنية و السياسية والتنظيمية والثقافية والجماهيرية وغيرها . .. ما شكل قوة لصورة الكفاح والعطاء الوطني في المرحلة الوردية التي شكل الفدائي رمزها الجميل.
لكن غياب عملية النقد والمراجعه الدورية والمحاسبة والتقييم ولغياب الديمقراطية كرست الفرديه والمحسوبية والوصولية وساد الى حد ما منطق القبيلة والعشيرة والغنيمة وتطل برأسها اليوم الجهويات التي أسهمت مجتمعة أمراض و الى تفشي ظاهرة الفساد والولائات ،وغياب الكفاءة والشفافية في القيادة والوظيفة .
وبرز عدد من الشيوخ وشعراء البلاط والذواقين على موائد السلطان يحلفون بحياة القائد ويرفعون له الدعاء في الاوقات الخمسة ويكتبون لهم الشعر والاهازيج في المناسبات الوطنية .
وكما يقول مثلنا الشعبي من قلة الحصن جرى التسريج على شخوص مهمتهم ترداد أمرك مولاي طمعا” وطلبا” لرضى القائد وهباته.
إن بروز الظواهر المرضية في صفوف الثورة والفصائل والمجتمع ينبئ بانهيارات ليس أخلاقية وقيمية فقط تضر بصورة النضال المشروع لشعبنا ،بل تضعف القوة الدافعة لكثير من الأجيال نتيجة لتلك الممارسات الغريبة عن أخلاق وقيم شعبنا وصل لحد التنسق الأمني مع الاحتلال .
وأصبح بعض من هؤلاء مرشدين لقوات الاحتلال في إقتحاماتها وتصفيتها للمقاومين.
لعل تغييب دور الرقابة في المجتمع وتسييس القانون وفساد القضاء وتقييد وظيفة الاعلام وغياب المحاسبة والشفافية ما زاد الطين بلة.
الشعب الفلسطيني وهو يخوض مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي يستحق المؤسسات الوطنية والنقابات والاتحادات والأطر المجتمعية التي تشكل رافدا” ثوريا” لاستكمال مسيرة كفاحه حتى الظفر بالحرية والتحرر .
إن لفت النظر والنقد البناء الى ظاهرة تراجع مكانة الرموز لا يعني أن الشعب الفلسطيني مصاب بالعقم. بل بسبب عدم فسح المجال لديناميات المجتمع في التغيير والتجديد و بفعل كوابح أصبحت معيقة للمجتمع وللنضال الوطني الفلسطيني نتيجة القيادات المتربعة على ظهر وكتف الشعب الفلسطيني وجزء منها بلا تاريخ نضالي ، ومن خارج صناديق الانتخاب وجاءت بالتعيين وونتيجة للمحسوبية ولا تمتلك التاريخ الوطني المشرف لشعبنا .
يعتبر الشعب الفلسطيني شعب فتي ، ونسبة الخصوبة عالية كذلك نسبة الشباب في المجتمع كما دلت عليه الاحصاءات الرسمية لمركز الاحصاء الفلسطيني مؤخرا” .
لأننا نواجه محاولات اخصاء قصدية لمن يحاول أن يرفع رأسه ويبدي رأيه خاصة اذا كان نقدي ومخالف ويمس المقامات العليا .
ان الخصوبة الكفاحية التضخوية للشعب الفلسطيني في ميادين الكفاح ،في السجون وفي صفوف الأسرى الصامدين ومن خلال عرين أسود الشعب ، للأبطال المقاومين وكذلك في ميادين العلم والثقافة ،ما يعزز الثقة بالشعب الفلسطيني الرافض للتطويع والترويض والتطبيع والاحتلال .
و سيستعيد شعبنا كل ما هو جميل بفضل كفاحه وصموده رغم قساوة الظروف الموضوعية والضاغطة على شعب الجبارين..
إن الطريق الأقصر لتجاوز الحال القيادي البائس والمشهد للحالة الوطنية هو باستعادة الأمل والتفائل الثوري بالعمل. باستعادة وحدة الشعب وتأصيل وتأجيج مقاومته.
وهذا يتأتى بدمقرطة كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني وترسيخ المبادئ والقيم الديمقراطية عبر صناديق الانتخاب على كافة الأصعدة القيادية والوطنية والمجتمعية والنقابية والشعبية
وفسح المجال للطاقات والفئات الشابة والمرأة بتبوأ مواقع التأثير في القيادة والقرار .
الشعب الفلسطيني عصي على الكسر.
واليوم اكثر من اي وقت مضى الحالة الوطنية الفلسطينية من فصائل وقوى وأطر نقابية ومجتمعية تحتاج للاعتراف بدور الكفاءات الاكاديميه وللحاجة الماسة لترسيخ الديمقراطية.
شعب الجبارين يحتاج الى القياده الجبارة وليس الى قيادة مترددة وخائفة ومرتجفة أو متلعثمة .
اليوم الشعب الفلسطيني في كافه اماكن تواجده يعطي العلم والابداع والثقافة مكانة خاصة وله في ميادين الشهادة ومن خلف القضبان ما يعزينا لأنهم يقدمون صوره حقيقية عن شموخ وعنفوان وكرامة الشعب الفلسطيني .
في هذه المرحله وما يزيد الطين بلة ان غياب الرمزية الفلسطينية تجري في ظل تغيب العقل الجماعي في القيادة والقرار مما يفاقهم الامورسوء”.
شعبنا بأمس الحاجة الى القائد الغرامشي االمنصهر عضويا” مع هموم شعبه ويقف في مقدمة الصفوف في الدفاع عنه. وعن كرامته وحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف او المقايضة.
فالقياده لم ترتقي حتى الأن لمستوى تضحيات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة في كفاحه.
بل للأسف بعض القيادات حولت شعب الجبارين الى شعب الكراتين والكوبونات التي تسد الرمق او للمال السياسي المرتهن لشروط المانحين .

تنويه:

مصطلح الكاريزما أصله مشتق من كلمة نعمة وتعني الجاذبية والسحر الذي يلهم التفاني في الأخرين .
وهي صفة منسوبة الى أشخاص ومؤسسات بسبب صلتهم المفترضة بالقوى الحية المؤثرة والمحددة للنظام .
والكاريزما كلمة (بالانجليزية Charismi) في أصلها تعني الهدية أو التفضيل الإلهي وهي تشير للحيوية والجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به هؤلاء الأشخاص.
ومن فؤائد الكريزما أهمها سهولة اقناع الأخرين بالأراء وسهولة التأثير عليهم بما يؤهله لأن يصبح قائد.
والتميز والنجاح وامتلاك الصفات الخارقة للأشخاص الذين لديهم جاذبية خاصة وحضور قوي.
الكريزما الجذابة تثير إعجاب الأخرين بذكائهم الإجتماعي لما يحملون من صفات جميلة ومهارات يمكن اكتسابها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *