مرة أخرى ابتزاز العالم بالجوع

إعلان روسيا تعليق مشاركتها في “اتفاقية الحبوب

مرة أخرى ابتزاز العالم بالجوع

د. سعيد سلّام

1/11/2022

  • لقد كانت أوكرانيا وستبقى ضامنا للأمن الغذائي العالمي، وعلى استعداد للوفاء بالتزاماتها الدولية، وهي قادرة على تأمين احتياجات نصف العالم الغذائية بالرغم من ظروف الحرب الشاملة التي تشنها روسيا؛
  • إعلان روسيا تعليق مشاركتها في “اتفاقية الحبوب” استمرار مباشر للابتزاز الروسي الصاروخي والطاقة والنووي الموجه ضد أوكرانيا والعالم؛
  • يحاول بوتين، الذي فقد أفضل قوات جيشه ودمر الاقتصاد الروسي، خلق مجاعة مصطنعة في بلدان إفريقيا وآسيا؛
  • في تصوره، يجب أن “تغرق” أوروبا بتدفق اللاجئين الذين سيخلقون الفوضى والعنف في شوارع المدن الأوروبية الهادئة والمتحضرة؛
  • طور بوتين مثل هذه الخطة في ربيع هذا العام، وإذا لم يتم مواجهتها بمساعدة الضغط الجماعي للمجتمع الدولي، فسيتعرض الاتحاد الأوروبي الى أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة منذ تأسيسه؛
  • تعود روسيا، بذرائع مخترعة، إلى خططها وتكتيكاتها القائمة على الابتزاز بالجوع وإثارة الأزمات الإنسانية في أفقر دول العالم – هذه استراتيجية مجربة ومختبرة للكرملين تهدف إلى حرمان أوكرانيا من الدعم الدولي في مواجهة العدوان الروسي؛
  • كان الحصار البحري على الموانئ الأوكرانية، الذي نفذه الأسطول الروسي قبل توقيع “اتفاقية الحبوب”، يهدف أيضًا إلى خنق أوكرانيا اقتصاديًا؛
  • كان “اتفاق الحبوب” خطوة إجبارية بالنسبة لموسكو، وتم تنفيذها بضغط شديد من المجتمع الدولي. على الفور تقريبًا، بدأت روسيا البحث عن أعذار لعدم تنفيذ الاتفاقات أو انتهاكها. على سبيل المثال، حدث قصف ميناء أوديسا في اليوم التالي بعد إبرام الاتفاقية؛
  • منذ 18 سبتمبر ، بدأ ممثلو الاتحاد الروسي عن قصد بعرقلة مرور البواخر المحملة بالحبوب و المواد الغذائية عبر تأخيرتفتيشها في مضيق البوسفور وجعل مرورها أكثر صعوبة، مما أدى إلى تأخير عقود التصدير وتعطيل تسليم الأغذية الأوكرانية في الوقت المناسب للمستهلكين، ايضا الى تراكم العديد من السفن المحملة بأكثر من مليوني طن من المواد الغذائية كانت متجهة إلى موانئ الجزائر ومصر واليمن وبنغلاديش.
  • كان الهجوم على خليج سيفاستوبول، الذي ألقى الاتحاد الروسي باللوم فيه على أوكرانيا ، مجرد ذريعة وليس سبباً لانتهاك موسكو “اتفاقية الحبوب”؛

❖ في سيفاستوبول ، تمت مهاجمة أهداف عسكرية مشروعة فقط – سفن البحرية الروسية – لذلك لا يمكن اعتبار هذا الهجوم “هجومًا إرهابيًا”؛

  • لم تقدم أوكرانيا اي التزام لأحد بالامتناع عن اتخاذ تدابير عسكرية لمقاومة القوات الروسية؛

❖ هذه السفن حاملة لصواريخ كروز من نوعية “كاليبر”، والتي يطلقها الجيش الروسي بانتظام على مرافق البنية التحتية الحيوية والسكان المدنيين الأوكرانيين، وتعاني جميع المدن الأوكرانية الأخرى منها؛

❖ هذه السفن لا تشارك بأي شكل من الأشكال في ضمان سلامة “ممر الحبوب” (كما تدعي موسكو)، على عكس الضمانات المقدمة بعدم مهاجمة السفن المدنية من قبل البحرية الروسية؛

❖ بعد توقيع “اتفاقية الحبوب”، شنت روسيا هجومًا صاروخيًا على ميناء أوديسا بالفعل في 23 يوليو، في اليوم الثاني بعد توقيع الاتفاقية. لكن أوكرانيا لم تعلن بعد ذلك عن انهيار الاتفاق؛

  • استنكر العالم التصريحات الروسية بشأن تعليق مشاركتها في “اتفاق الحبوب”، حيث اصدر بيانات ذات صلة ممثلو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبولندا وليتوانيا؛
  • ستظهر عواقب توقف تصدير الحبوب على المدى المتوسط​​، لكن هذا سيجعل العواقب أكثر فظاعة ولن يكون المجتمع العالمي قادراً على تفاديها، والكرملين يراهن على هذا ويجب إيقافه في الوقت المناسب؛
  • لذلك يجب أن يُنظر إلى بيان باتروشيف – رئيس مجلس الامن الروسي – الذي اعلن إن روسيا قادرة على توفير 500 ألف طن من الحبوب للدول الاكثر فقراً مجاناً، وفي المستقبل على توفير الحبوب بأسعار دنيا، على أنه مظهر من مظاهر الشعبوية الرخيصة وخطوة دعائية “لتلطيف” الذنب الواضح لروسيا، التي عطلت تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا ، مما وضع الملايين في بلدان آسيا وأفريقيا في خطر مجاعة. وغني عن القول، أن روسيا لن تقدم سوى الحبوب التي سرقتها من أوكرانيا (كانت هناك بالفعل مثل هذه الحالات في أبريل ومايو من هذا العام ، عندما حاول الكرملين بيع الحبوب الأوكرانية إلى دول ثالثة مقابل الأسلحة والولاء السياسي)؛
  • يعد تعطيل تصدير الحبوب أمراً غير مقبولا ويجب استعادته بأي وسيلة، سواء بحراً أو بالسكك الحديدية، إلخ؛
  • من ناحية اخرى يمكن تنفيذ “اتفاقية الحبوب” دون مشاركة الاتحاد الروسي، حيث انه يوجد عدد كافٍ من ممثلي أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة. تكفي النية الحسنة لهؤلاء المشاركين؛
  • حيث اعتبر نائب الأمين العام لمنظمة الشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، تعليق روسيا مشاركتها في “اتفاقية الحبوب” لا يعني أنها لن تكون سارية المفعول، وبالتالي تواصل الأمم المتحدة فحص السفن التي تنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية؛
  • وأضاف: “روسيا لم تنه اتفاق الحبوب ولم تنسحب منه ، اعلنوا إنها علقت المشاركة فيه إلى أجل غير مسمى”؛
  • في حال أعاقت البحرية الروسية الشحن عبر الممر الإنساني، فإن المسؤولية الكاملة عن عواقب الأمن الغذائي ستقع على عاتق موسكو وحدها. وستعتبر الهجمات المحتملة من قبل التشكيلات العسكرية الروسية على سفن مدنية في الممر الإنساني عملاً من أعمال الإرهاب والقرصنة الدولية؛
  • ايضا يمكن ان يقوم الاسطول البحري التركي بحماية البواخر المحملة بالحبوب و المواد الغذائية عبر الممر الامن، ويجب الاشارة ان تركيا دولة عضو في حلف الناتو، فهل ستقوم حينها روسيا باستفزاز عسكري و قد يؤدي الة مواجهة مباشرة مع حلف الناتو؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *