“شيطنة” أوكرانيا

“شيطنة” أوكرانيا

اتجاه جديد في خطاب الكرملين المعادي لأوروبا

د. سعيد  سلّام

28/10/2022

صرح مساعد سكرتير مجلس الامن الروسي، أليكسي بافلوف أنه “كجزء من العملية الخاصة في اوكرانيا، من الضروري للغاية اجراء عملية “إزالة الشيطان”، نظرًا لوجود مئات الطوائف على أراضي أوكرانيا. في وقت لاحق، اختار رمضان قاديروف هذه الأطروحة، واصفًا إياها بـ “إزالة الشيطنة”.

  • أطلقت روسيا عملية تضليل إعلامي ونفسي جديدة باستخدام ما يسمى بـ “الفكرة الأرثوذكسية الروسية لمحاربة الظلامية”. وذلك بعد إطلاق الحملة الإعلامية ضد أوكرانيا في موضوع “القنبلة القذرة”؛
  • على خلفية الإخفاقات العسكرية والهزائم المتكررة والفشل الكامل للتعبئة، بدأ الكرملين، بالإضافة إلى شن ضربات صاروخية، بحملات إعلامية جديدة لتشويه سمعة أوكرانيا؛
  • على وجه الخصوص، ظهر مؤخرًا موضوع اخترعه مروجو الدعاية الروس بشأن احتمال استخدام أوكرانيا “قنبلة قذرة”، الذي قام وزير الدفاع شويغو شخصيًا بالإبلاغ عنه. خاصة أن موضوع الابتزاز النووي هو أحد الموضوعات المفضلة للدعاية الروسية؛
  • في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلنت روسيا عن اتجاه دعائي آخر يحاول تشويه سمعة كل من أوكرانيا وأوروبا حيث أعلنت روسيا عن الحاجة إلى “نزع الشيطان” من أوكرانيا، التي يوجد على أراضيها مئات الطوائف التي أتت من الغرب؛
  • تتعرض روسيا للخسائر المتلاحقة سواء في ساحة القتال أو على الصعيد الإعلامي وهذا يجبرها على ابتكار وترويج دعاية كاذبة على نطاق واسعة وتسعى لشرعنة ما يسمى بــ “العملية الخاصة” بحجة محاربة الشر، ومصدره “الغرب الفاسد”. ويشكل هذا النداء صورة بغيضة للعدو في أوكرانيا والغرب بالنسبة للروسي العادي؛
  • وبهذه الطريقة تُلقي الدعاية الروسية باللوم على أوكرانيا والغرب معاً، حيث أنه ووفقاً للإعلام الروسي أوكرانيا مرتبطة تمامًا بأوروبا ” لذلك يحاول الكرملين خلق صورة غير مقبولة عن الغرب باعتباره مركزاً لكل ما هو معاد للدين.
  • في نفس الوقت، في 25 أكتوبر، عبّر قديروف عن رواية أخرى: سمى الأوكرانيين بـ “الشياطين”، ودعا إلى تدميرهم. أصبح من الواضح أن الكرملين قد خطط لعملية تضليل إعلامية أخرى، مثل “القنبلة القذرة”، بهدف تشويه سمعة أوكرانيا والغرب، الذي يغرس فيهما “مُثُل شيطانية”؛
  • في الوقت الذي روَّجَ شويغو لرواية “القنبلة القذرة”، فإن رواية “إزالة الاوكران الشياطين” أُحيلت الى قديروف. محاولة لخلق جنون إعلامي جديد.
  • إن اتهام أوكرانيا بنشر “طوائف” على أراضيها هو خطوة دعائية نموذجية للمسيحية الأرثوذكسية الروسية العدوانية، وهي مصممة لإحداث تأثير بين ممثلي المجتمع الروسي الأقل تعليماً وثقافة، والذين يشكلون في الوقت نفسه الغالبية في المجتمع؛
  • بدأت روسيا في استخدام قوالب المفكر “دوغين” الدعائية بأسلوب الروس الأوراسيين – الطبقة الأكثر راديكالية في المجتمع الروسي. حيث أنه يجب أن يتم التأثير على القاع الاجتماعي، والدوائر الهامشية والوطنيين التابعين، الذين يجب أن يؤمنوا بصلاح “العملية الخاصة” وتحمل الخسائر الجماعية من أجل “محاربة الشر”؛
  • في هذا الصدد، هذه حجة لصالح “العملية الخاصة”، حيث يتم إنشاء صورة “الحرب المقدسة”، وأن روسيا تقاتل من أجل الأرثوذكسية!

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *