ماذا لو نجحت روسيا في احتلال أوكرانيا وضمها؟

الرحب الروسية على اوكرانيا

ماذا لو نجحت روسيا في احتلال أوكرانيا وضمها؟

9 سيناريوهات محتملة حول العالم قد تصبح واقعاً نتيجة لذلك

عبد الرحمن الشامي

24/12/2022

يتعثر الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى الان. لكن في المقابل ماذا لو نجح الهجوم الروسي؟ ما الذي سيتغير في هذا العالم؟

الحقيقة أن الهجوم الروسي يعد سابقة خطيرة لأنه يعتبر المرة الأولى منذ اعلان ميثاق الأمم المتحدة سابقة أن تهجم دولة مستقلة على دولة مستقلة وتحاول ضمها كاملة! قد يقول قائل ماذا عن الحروب السابقة كالاحتلال الأمريكي للعراق او حرب فيتنام او غيرها؟ الحقيقة ان هذه الجرائم وان حصلت تحت ذرائع مختلفة الا ان المحتل في هذه الحالة لم يجرؤ علنا ان يعلن عن طموحه في الضم الكامل للأبد للدولة مما يعطي الشعوب دائما الامل في خروج المحتل تماما كما حصل في الحالة الأفغانية عندما خرج الامريكان يجرون اذيال الهزيمة بعد عشرين سنة من الاحتلال

أما الحالة الروسية فهي أخطر من ذلك لأنها تعيدنا الى عصور ما قبل الأمم المتحدة وما قبل احترام استقلال الدول (على الأقل نسبياً) عندما كانت أي دولة قوية تقوم بضم كامل لدولة اضعف فقط لأنها ارادت ذلك!
وكما ان الهجوم الأمريكي على العراق فتح شهية الروس اذ ان العالم الذي نعيش فيه أصغر مما نتخيل فأن الهجوم الروسي على أوكرانيا ومع تصاعد التيار اليميني في اوربة ربما يعيد فتح شهية الاطماع الاستعمارية التي ظن اغلبنا انها انتهت وتغيرت للأبد

هنا تسعة سيناريوهات لغزو محتمل من دولة لأخرى لضمها كلياً:

1- الصين تحاول ضم تايوان:
ليس سراً انه كما كانت روسيا تحلم بضم أوكرانيا كاملة فأن الصين تحلم بالسيطرة على جزيرة تايوان بل وربما تستعد عسكرياً لذلك! لربما هذا أحد أسباب زيادة الدعم لأوكرانيا فخسارة روسيا تعني تخويف الصين من تكرار نفس المصير اما نجاح روسيا فسيفتح الطريق امام الصين.

2- فرنسا تحاول السيطرة على الجزائر:
تحتوي الجزائر على الكثير من الثروات الباطنية وبينما كانت فرنسا مؤخرا تحاول السيطرة على الجزائر اقتصاديا او سياسياَ بسبب انتهاء عصر المستعمرات فأن انتصار روسيا في أوكرانيا سيعيد فتح باب عصر المستعمرات على مصراعيه!
في الحقيقة هناك تشابه كبير بين احتلال روسيا لأوكرانيا واحتلال فرنسا للجزائر فان كانت روسيا تبرر احتلالها لأوكرانيا لما تعتبره إهانة زيلينسكي لروسيا فهذه حرفيا كانت حجة الفرنسيين عندما  كانت حجة الفرنسيين حادثة لطم داي الجزائر للسفير الفرنسي! وكما ان الاحتلال الروسي لأوكرانيا دام لحقبة طويلة جدا لدرجة ان الروس كانوا يعتبرون أوكرانيا امتداد لروسيا فأن فرنسا أيضا استعمرت الجزائر لفترة طويلة جدا وكانت تعتبر الجزائر امتدادا لفرنسا وكلاهما خلف من جرائم الحرب ما يشيب له شعر الرأس! فان كان الظاهران حكومة فرنسا لن تقوم بخطوة متهورة حتى مع كل غنى الجزائر واستمرار أطماع الفرنسيين فيها حتى اليوم فاذا اجتمع انتصار روسيا الذي سيفتح الباب للأطماع الاستعمارية مع انتصار حكومة يمينية في فرنسا وهو امر لم يعد مستبعد ممكن جدا ان نرى في المستقبل فرنسي يميني متطرف يحاول استعادة ذكريات الماضي الاستعمارية متأثرا ومستلهما من انتصارات بوتن ان حصلت.

3- إيطاليا تحاول السيطرة على ليبيا:
كما ذكرنا في الحالة الجزائرية فان ليبيا أيضا دولة غنية جدا ولا يخفى على أحد مدى وحشية الاحتلال الإيطالي لليبيا وكيف ان الطليان في الحقبة الفاشية اعتبروا ليبيا امتداداً لهم! وكما في الحالة الفرنسية فأن اليمين في صعود كبير في إيطاليا، بل ان هناك من يعتبر الحكومة الإيطالية الحالية فاشية! إذا ان كانت إيطاليا تتخوف في حال تكرار احتلالها لليبيا من العواقب فان نجاح روسيا لو حصل بالتأكيد سيفتح شهية الفاشيين الطليان.

4- أسبانيا تحاول السيطرة على المغرب:

للأسف لا تزال اسبانيا لحد اليوم تسيطر على أراض مغربية وكما ذكرنا عن الجزائر وليبيا فان كثير من اليمينين في اوربة أصبحوا اكثر قوة واطماعهم الاستعمارية بادت تعود للواجهة! نضيف الى كل ما ذكر عن ثروات دول المغرب العربي عموما ان المستعمر يملك حجة جديدة وهي إيقاف مد اللاجئين القادمين من البحر المتوسط والذي على ما يبدو سيزيد بدل ان يتناقص! إذا وكما ان الناخب الأمريكي انتخب ترامب ليبني حائطا يوقف اللاجئين على نفقة المكسيكيين “كما كان يردد ترامب” فانه من المحتمل جدا ان الأحزاب الاوربية اليمينية تتحدث عن غزو جديد لأراضي دول المغرب العربي (ليبيا والجزائر والمغرب وربما حتى تونس) بحجة انها ان سيطرت على هذه الدول ستعزل الدول الاوربية وتحميها من مد اللاجئين من ناحية وبالتأكيد سيمنح هذه الدول قوة اقتصادية كبيرة بسبب كمية الثروات المنهوبة من تلك الدول.

5- أمريكا تضم أراضي من المكسيك:

ربما يبدو هذا السيناريو بعيدا اليوم نوعا ما ولكن ازدياد حدة التيار اليميني في أمريكا والذي كان يريد عزل الولايات المتحدة عن المكسيك والذي اصطدم باستحالة بناء حائط عزل بسبب الطبيعة الجغرافية ففي حال انتخاب رئيس يميني مستقبلا يحمل جنون جورج بوش الابن وتطرف ترامب تجاه اللاجئين ممكن جدا ان يكرر تجربة الكيان الصهيوني ولكن في المكسيك عن الطريق السيطرة على أراض مكسيكية وجعلها كمناطق عزل تحمي امن الولايات المتحدة على شكل مستوطنات يتم تسكين فيها كل المهاجرين لأمريكا خاصة ما تعتبره الحكومات اليمينية مهاجرين غير شرعيين

6- ايران تحاول ضم العراق نهائيا وربما تلحقها بالأمارات العربية المتحدة:

لقد قامت ايران بالفعل بضم أراض عربية وهي ارض الاحواز العربية! لا يمنعها الان من تكرار ذلك الا الخوف من زيادة الضغط عليها! هي الان بالفعل باتت تسيطر على القرار في العراق وفي سوريا! ولكن بما انها غير قادرة على تغيير الحدود علنا هي مضطرة لفرض نظام تابع لها سواء في دمشق او بغداد! وان كانت دمشق ابعد عن الأراضي الإيرانية فأن سيطرة روسيا على أوكرانيا بحجة انهما يوما ما كانا ضمن بلد واحد سيفتح الباب امام أي حكومة إيرانية ان تحاول استعادة امجاد فارس على حساب العراق وإعادة ضمها من جديد كما حصل أيام الدولة الفارسية! الامارات أيضا لا تبدو امنة خاصة وان هناك صراع طويل بين إيران والامارات على الجزر العربية التي تحتلها ايران. تماما كما كان الصراع الروسي الاوكراني على القرم المحتل من قبل الروس! لذلك كما ان الروس قرروا انهاء الصراع عن طريق احتلال أوكرانيا كاملة من غير المستبعد ان يكرر الإيرانيين ما فعلوه الروس في حال نجاحه.

7- الكيان الصهيوني يحاول انهاء القضية الفلسطينية:

رغم كل المحاولات الصهيونية المستميتة لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها تماما واخرها ما سمي ب صفقة القرن يبدو ان الشعب العربي يملك وعي كاف لتجنب أي محاولة لتصفية القضية عن طريق التنازلات السياسية! على الصعيد العسكري، حتى لو ملكت إسرائيل الدعم العسكري الكافي من أمريكا فانه يصعب عليها ان تنهي فلسطين نهائيا لان هذا سيشكل ازمة سياسية داخل الولايات المتحدة الامريكية التي تدعي احترامها “على الورق طبعا” لقرارات الأمم المتحدة! بالتالي حاولت إسرائيل ومن ورائها أمريكا تصفية القضية دون المساس بقرارات الامم المتحدة ومعاهدة السلام ولو شكليا! في حال نجحت روسيا في احتلالها لأوكرانيا لن يكون امام الكيان الصهيوني أي مانع سياسي من تكرار ما فعله الروس مع الاوكران بالتالي ومع الدعم الأمريكي المناسب محاولة الهجوم على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتكرار مأساة الشعب الفلسطيني وإعلان إسرائيل بشكل كامل بل وضم أراضي الجولان المحتلة لها رسمياً بالمناسبة هناك في البرلمان الأمريكي من يدعم هذا الامر وبقوة وجاهز لتنفيذه في حال تم التخطيط لمخطط بهذا الشكل.

8- الصرب سيحاولون انهاء وجود كوسوفو وربما مناطق من البوسنة:

ينظر الصرب الى كوسوفو الدولة التي يعترف بها الكثير من دول العالم على انها ارض صربية على الرغم من ان اغلبية سكانها من أصول البانية مسلمة، كذلك هم لم يكونوا راضيين يوما عن استقلال البوسنة وكما ان الروس يملكون أطماع إعادة السيطرة على كل أراضي الاتحاد السوفيتي فان الصرب يملكون أطماع إعادة السيطرة على كل أراضي الاتحاد اليوغوسلافي يوما ما وخاصة أراضي الشعوب المسلمة.

9- روسيا تحاول السيطرة على جورجيا وكازاخستان
بعد السيطرة على أوكرانيا في حال نجاح الروس من الاشبه بالمستحيل وقوفهم عن أوكرانيا، بل سيستمر المد العسكري باتجاه دول كثيرة مهددة منها جورجيا وكازاخستان ومولدوفا بل ووصولا حتى الى فنلندا و دول بحر البلطيق وبولندا! وعلى الرغم من ان أي صدام مباشر مع الناتو لا يزال مستبعد مما يعني استبعاد فنلندا ودول بحر البلطيق وبولندا فان الدول المهددة بشكل أكبر هي كازاخستان في حال قل الاهتمام الصيني بها وجورجيا ومولدوفا التان باتتان يدركان انهما في موقف صعب جدا في حال نجاح الروس حتى لو كان جزئي في أوكرانيا! فالدولتان تم احتلال قسم من أراضيهم عن طريق ميليشيات روسية وكلاهما مهدد بتكرار حجة “حماية الناطقين بالروسية” لتكرار سيناريو أوكرانيا حرفيا.

في النهاية كل ما ورد هي مجرد تكهنات مبنية على قراءة للتاريخ وخاصة التاريخ المعاصر وفهم التغيرات السياسية في الدول المذكورة خاصة اننا نتجه بشكل عام الى عالم اكثر توحشا وتطرفا وتصاعد للتيارات اليمينية وازدياد الحاجة الى الموارد وخوف الأغنياء من هجرة الفقراء! كل ما ذكر يؤكد فكرة ان إعادة فتح بوابة عصر المستعمرات على مصرعيها  من خلال خلق الروس لسابقة يمكن استخدامها من أنظمة مختلفة لتكرار هذه الازمة.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *