ما الذي ستؤدي إليه مغامرة بوتين النووية؟

ما الذي ستؤدي إليه مغامرة بوتين النووية؟

فلاديمير فيسينكو

رئيس مجلس إدارة مركز البحوث السياسية التطبيقية “بنتا“.

ترجمة واعداد د. سعيد سلّام

5/10/2022

كلما زاد بوتين من المخاطر، قلت الخيارات المتاحة أمامه.

سيحاول بوتين زيادة الضغط على أوكرانيا والغرب في الأشهر المقبلة

الإنذارات والترهيب من السمات الرئيسية لأسلوب بوتين السياسي. علاوة على ذلك، يبدأ بالترهيب الخطابي (التهديدات بالكلمات أو في عرض الإنذارات)، ثم يحاول التخويف بأفعال محددة. كانت الحرب الشاملة ضد أوكرانيا، من ناحية، وسيلة لإخضاع أوكرانيا، ومن ناحية أخرى، وسيلة لترهيب الغرب. معتمدا على الاستيلاء على أوكرانيا، سعى بوتين إلى إجبار الناتو على الانسحاب إلى خطوط عام 1997، وهو ما طالب به في إنذاره الذي أصدره أواخر العام الماضي.

ولكن المشكلة لبوتين والتهديد المحتمل للعالم بأسره، هي انه كلما زاد بوتين من المخاطر، قلت الخيارات المتاحة أمامه لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

في الأشهر المقبلة، سيحاول النظام الروسي حل مشاكله العسكرية والسياسية في أوكرانيا من خلال التعبئة الجماهيرية للروس، وزيادة حجم جيشه في أوكرانيا. خلافًا لتعليمات سوفوروف العسكرية الكلاسيكية الخاصة به – “القتال ليس بالأعداد، ولكن بالمهارة”، تحاول روسيا سحق أوكرانيا بالتفوق في تعداد جيشها. لكنها حتى الآن لا تنجح بهذا الامر. كما هو متوقع، لم يكن النظام العسكري الروسي الحالي جاهزًا للتعبئة الجماهيرية. ومع ذلك، تم إطلاق آلة التعبئة هذه وستستمر في العمل في الأشهر المقبلة، وإن كان ذلك بكفاءة منخفضة للغاية.

من الممكن أيضًا (إذا تمكن بوتين من ثني لوكاشينكو بشكل نهائي)، ستسعى روسيا لفتح جبهة ثانية ضد أوكرانيا من الاتجاه البيلاروسي. لكن أوكرانيا مستعدة لذلك. في هذه الأيام، تجري تدريبات عسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، جنبًا إلى جنب مع حرس الحدود والحرس الوطني، بشكل ظاهري بالقرب من الحدود البيلاروسية.

يتوقع الكرملين أيضًا تجميد أوروبا في الشتاء القادم. لكن الأوروبيين يستعدون بنشاط لموسم الشتاء وقد ملأوا بالفعل مرافق تخزين الغاز تحت الأرض، واتخذوا الإجراءات اللازمة لاستبدال الغاز الروسي. لذلك، في الاتجاه الأوروبي، من غير المرجح أن ينجح بوتين.

لكن الرئيس الروسي سيحاول الضغط على كل من أوكرانيا والغرب في الأشهر المقبلة، على أمل إجبار أوكرانيا على وقف الأعمال القتالية، و “هدنة” بشروطه الخاصة، وإبقاء جزء على الأقل من الأراضي الأوكرانية المحتلة تحت سيطرته.

لكن إذا اتضح مع بداية الربيع المقبل أن بوتين لم يحقق أهدافه، فما الذي سيتبقى له بعد ذلك؟ في هذه اللحظة بالتحديد، ستزداد بشكل حاد مخاطر استخدام للأسلحة النووية التكتيكية من قبل روسيا. مرة أخرى، لإخافة الغرب، هذه المرة بإمكانية “يوم القيامة” وإجبار أوكرانيا على الاستسلام. قد يؤدي هذا إلى خسائر جديدة في الحرب (ولكن ليس كارثية، تأثير استخدام هذه الأسلحة سيكون محدوداً). وبناء عليه، فإن هذا لن يغير مسار الحرب لصالح روسيا، بل سيجعلها أكثر قسوة وبدون إمكانية للتوفيق (للتصالح) بين الطرفين.

بعد مثل هذا العمل من قبل الجيش الروسي، لن تكون هناك قيود على أوكرانيا في مقاومة العدوان الروسي. ستصبح الحرب شاملة، باستخدام جميع القوات والوسائل الممكنة، بما في ذلك على الأراضي الروسية. ومع ذلك، فإن مغامرة بوتين النووية يمكن أن تجعل العالم أقرب إلى حرب نووية عالمية. ولهذا السبب سيتخذ الغرب وربما الصين إجراءات لمنع هذا السيناريو الكارثي. وربما في روسيا بحلول هذا الوقت ستكون هناك تغييرات من شأنها أن تحيد خطر حدوث كارثة على الاتحاد الروسي نفسه.

Залишити відповідь

Ваша e-mail адреса не оприлюднюватиметься. Обов’язкові поля позначені *