رغم مذكرة التوقيف الدولية التي تلاحقه بوتين يواصل عودته الى الساحة الدولية

رغم مذكرة التوقيف الدولية التي تلاحقه

بوتين يواصل عودته الى الساحة الدولية

بوتين بالإمارات والسعودية الأربعاء في زيارة تستمر يوما واحدا

5/12/2023

أعلن الكرملين الثلاثاء عن زيارة تدوم يوما واحدا يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات والسعودية الأربعاء 6 ديسمبر 2023، لتعزيز العلاقات وبحث قضايا إقليمية من بينها الحرب بين إسرائيل وحماس وخفض إنتاج النفط في إطار عمل تحالف أوبك+ الذي انضمت إليه روسيا. ولم يشر المتحدث إلى إمكانية مشاركة الرئيس الروسي في فعاليات كوب 28 التي تحتضنها دبي.

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمارات العربية المتحدة والسعودية في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والبحث في قضايا الطاقة والسياسة الإقليمية، حسب ما أعلن الكرملين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين “سيجري الرئيس بوتين زيارة عمل إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية يوم غد (الأربعاء). سيحدث كل ذلك في يوم واحد”.

وأشار الكرملين إلى أن بوتين سيلتقي في الإمارات الرئيس محمد بن زايد آل نهيان للبحث في سبل التعاون والوضع في الشرق الأوسط. وفي الرياض، سيستقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبحث في التجارة والاستثمارات والسياسة الدولية.

وأوضح بيسكوف أن “بوتين سيتطرق إلى العلاقات الثنائية والحرب بين إسرائيل وحماس والسياسة الدولية بالإضافة إلى خفض إنتاج النفط في إطار عمل تحالف أوبك+” الذي انضمت إليه روسيا. ولم يذكر الكرملين ما إذا كان الرئيس الروسي سيحضر مؤتمر الأطراف حول المناخ كوب28 المنعقد حاليًا في دبي. وقد أفادت أنباء بإمكانية مشاركته في قمة المناخ كوب 28، وفق ما نشرته منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media) المعنية بالطاقة.

في ما يتعلق بالحرب الاسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، انتقد الرئيس الروسي مرارًا إسرائيل منذ بداية حربها “ضد حماس”، منددًا بـ”الكارثة” الإنسانية في غزة وداعيًا إلى إنشاء دولة فلسطينية، وهي رسالة يُتوقّع أن يكررها خلال جولته العربية.

وكان بوتين، وفي قمة افتراضية لمجموعة العشرين حول هذه الحرب في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، اتهم الغرب بإظهار سخط انتقائي من خلال إدانة غزوه لأوكرانيا، واتهمهم بـ”إبادة المدنيين في فلسطين”.

وأعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن الرئيس الروسي، يعتزم بحث التسوية الفلسطينية الإسرائيلية خلال زيارته المرتقبة إلى الإمارات والسعودية. وأكد أوشاكوف على ضرورة البدء في تسوية حقيقية بعد إقامة الهدنة وتبادل الأسرى: “الأمر الرئيسي الآن هو تحقيق هدنة طويلة الأجل، لأن هذه الهدنات “المجزأة” مفيدة لكننا ما زلنا نرغب في التوصل إلى هدنة طويلة الأجل، وتبادل كامل للأسرى والرهائن، يمكننا بعد ذلك بدء بعض الأعمال الحقيقية في جو أكثر هدوءاً، وفي سياق آفاق تسوية النزاع”.

وأجاب مساعد الرئيس الروسي على سؤال عما إذا كانت موسكو مهتمة بتقديم خطتها الخاصة للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، بقوله: “من الواضح، سنناقش هذا أولاً وقبل كل شيء”.

ومن غير المتوقع ان تحقق هذه الزيارة أي إختراق مهم في هذا الملف بعد فشل محاولات مشابهة سابقة من قبل منظمة بريكس، و القمة العربية – الاسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض، في تطوير موقف يتجاوز التصريحات المنددة بالعدوان الاسرائيلي على غزة و الجرائم التي يقوم بارتكابها و الدعوة الى كسر الحصار عن قطاع غزة.

تعزيز العلاقات مع إيران

بعد زيارته للسعودية والإمارات، سيستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي لإجراء محادثات، حسب ما أعلن الكرملين الثلاثاء، في وقت يعزز البلدان الخاضعان لعقوبات غربية علاقاتهما الاقتصادية والعسكرية.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين ردا على سؤال بشأن مواعيد زيارة رئيسي “يمكنني التأكيد أنه ستكون هناك محادثات روسية إيرانية في 7 كانون الأول/ديسمبر”.

وزار بوتين إيران في تموز/يوليو 2022 فيما سافر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران في تشرين الأول/أكتوبر لإجراء محادثات مع نظرائه الإقليميين.

وذكرت وكالة “إرنا” للأنباء أن رئيسي سيسافر إلى موسكو تلبية لدعوة من بوتين على رأس “وفد سياسي اقتصادي رفيع المستوى”.

وأضافت الوكالة الإيرانية أن “قضايا ثنائية، بما فيها التفاعلات الاقتصادية، وكذلك مناقشات حول قضايا إقليمية ودولية، خصوصا الوضع في غزة، ستكون على رأس جدول أعمال الزيارة التي تستمر يوما واحدا”.

وتتهم الدول الغربية إيران بالمشاركة في جهود حرب روسيا على أوكرانيا من خلال إمدادها بكميات كبيرة من المسيرات المتفجرة من طراز “شاهد” وأسلحة أخرى تستخدمها روسيا لتنفيذ حملة قصف واسعة النطاق للمدن الأوكرانية.

بوتين يواصل عودته الى الساحة الدولية رغم مذكرة التوقيف الدولية التي تلاحقه

وكانت المحكمة الجنائية الدولية  قد أصدرت مذكرة توقيف في آذار/مارس بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب “الترحيل غير القانوني” لآلاف الأطفال الأوكرانيين. وخفف بوتين من رحلاته إلى الخارج، فقد كان غائبًا مثلًا عن قمتَي مجموعة العشرين ومجموعة “بريكس” الأخيرتين.

لكن في تشرين الأول/أكتوبر، زار نظيره الصيني شي جينبينغ في الصين على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة. وقبل ذلك بأيام، زار قرغيزستان حليفة موسكو، في أول رحلة له إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف الدولية في حقه. وأوضح الرئيس الروسي في أوائل تشرين الأول/أكتوبر أنه يتجنب الاجتماعات الدولية حتى لا “يسبب مشاكل” للمنظمين.

ومذ استهدفته المحكمة الجنائية الدولية بمذكرة توقيف في آذار/مارس بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب “الترحيل غير القانوني” لآلاف الأطفال الأوكرانيين، خص بوتين أقرب حلفائه برحلاته النادرة إلى الخارج، فيما غاب مثلا عن قمتي مجموعة العشرين في الهند ومجموعة “بريكس” في جنوب أفريقيا الأخيرتين في أيلول/سبتمبر وآب/أغسطس على التوالي. وأوضح الرئيس الروسي في أوائل تشرين الأول/أكتوبر أنه يتجنب الاجتماعات الدولية حتى لا “يسبب مشاكل” للمنظمين.

وقد قام اليوم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بدعوة الرئيس بوتين لحضور قمة مجموعة العشرين، وحذر في الوقت نفسه من أنه سيتم اعتقاله بناءً على مذكرة المحكمة الجنائية الدولية.

علاقات جيدة مع دول الخليج العربي

على الرغم من وجود خلافات بين الدول الكبرى، يُعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرفًا في بعضها، خصوصا بسبب غزو قواته لأوكرانيا، إلا أنه يتمتع بعلاقات طيبة مع دول الخليج.

وفي هذا الإطار، سبق أن صرّح رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، بأن الرئيس الروسي يُعد صديقًا له، مبديًا رغبته في أن يزور موسكو، ومشاهدة الأماكن التاريخية للمسلمين.

بوتين و محمد بن زايد

وفي وقت سابق، أكد بوتين أن العلاقة الشخصية بينه وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تقوم على الثقة، وهو أمر وصفه بأنه “ذو أهمية”، وفق ما نقله عنه موقع وتلفزيون “روسيا اليوم”.

بوتين و محمد بن سلمان

وكانت آخر مرة زار فيها بوتين السعودية والإمارات في عام 2019، حسبما ذكرت وكالة أنباء «تاس» الرسمية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *